لم تكن السنوات العجاف التي مرت على سورية هيّنة على الشعب بشرائحه كافة، من فقد ودمار وشهداء، قدموا خلالها كلّ غال وثمين في محاربة قوى العدوان المتلون كأفعى ينفث سمومه كيفما اتفق، ضارباً عرض الحائط كل القوانين التي تنادي بحقوق الإنسان وكرامته.
ورغم تلك المعاناة القاسية وعلى الصعد كافة، ظل الشعب العربي السوري وفياً لمبادئه وقيمه، صامداً بثبات ومدافعاً عن ثغور بلاده، إيماناً منه بأن ماأُخذ بالقوة يحتاج قوة مضاعفة وصلابة لا تلين لاسترداده، وإعادة الحق لأصحابه، والتاريخ شاهد حي على انتصاراته في جولات كثيرة، تمتد لتصل الحاضر بالماضي، ليسجل من جديد تفوقاً صارخاً على قوى الإرهاب وداعميه من قوى الشر التي تكالبت على خيراته ومقدراته.
كما استطاع الجيش العربي السورية أن يسجل في سفر بطولاته إنجازات شكلت أنموذجاً يحتذى في العالم جميعه، فقد استقبل أبناؤنا الموت والشهادة بقلوب مؤمنة بأن الوطن هو البوصلة الحقيقية لنضالاتهم، واضعين نصب أعينهم حرية الوطن وسيادته هي الهدف والمبتغى.
واليوم الوطن ينادي أبناءه للمشاركة بالاستحقاق الدستوري ليختاروا من سيكون ربانهم في قيادة البلاد نحو البناء والإعمار، بناء سورية القوية كما كانت دائماً، بخيار سيادي هم وحدهم من يملكونه، فهم أصحاب الأرض التي رويت بدماء الشهداء وتعطّرت بجراحاتهم، فالبلاد .. بلادهم، وهم فقط أصحاب السلطة والقرار، وليس من سفك الدماء ودمر البشر والحجر.
جميعنا يدرك ماتقوم به قوى الإرهاب من ضغوطات لإفشال الانتخابات التي جاءت في موعدها بتحد كبير لهم، ولكن ذلك لن يثني الشعب العربي السوري عن ممارسة دوره وواجبه في الانتخابات الرئاسية، والوقوف إلى جانب الوطن في المحافظة على سيادته وحريته، بكل مايمتلكه من كفاءة والتزام ووعي بالمسؤولية الملقاة على عاتقه.
هي اللحظات الحاسمة التي نواجه فيها أشرس أنواع العدو، فلنكن جميعاً قوة متماسكة، في مرحلة أحوج مانكون فيها إلى بنيان متماسك لاتزعزعه أعتى أنواع الشرور والحروب الظالمة.
رؤية:- فاتن أحمد دعبول