مع تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا وازدياد انتشاره في أكثر من محافظة، وازدياد عدد الوفيات إلى حد معين ليس بالخطير ومع ازدياد أعداد المراجعين إلى المشافي بأعراض هذا الوباء تصبح الحاجة ماسة جداً أكثر من أي وقت آخر للالتزام والتقيد بالإجراءات الاحترازية والوقائية وضرورة تطبيق جميع التوجيهات والنصائح والإرشادات التي تصدرها الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الصحة والفريق الحكومي المعني ولاسيما أنها تسهم إلى درجة كبيرة جداً من الوقاية من الفيروس (كوفيد 19) وتشكل عامل أمان حيوي ومهم في منع تمدد المرض وانتشاره.
وفي هذا الشأن أثبتت معظم الدراسات والأبحاث والتجارب في جميع أنحاء العالم فاعلية تلك الإجراءات الاحترازية من خلال النتائج والبيانات التي أنتجتها ومدى صحتها وموثوقيتها، حيث إن المجتمعات والبلدان التي لم تلتزم بالإجراءات الاحترازية والسبل الوقائية من غسيل وتعقيم وتنظيف وارتداء الكمامة والالتزام بالتباعد المكاني والابتعاد ما أمكن عن أماكن الازدحام وغيرها تعرضت لزيادة ملحوظة في الإصابات والوفيات، ووقع نظامها الصحي تحت ضغط أعباء كبيرة وهزّات قوية أصابته في الصميم وبالتالي كان من الممكن تلافي كل هذا فيما لو تم التعامل مع المرض بجدية أكثر ووعي اجتماعي وثقافي أكبر.
ومع عودة الموظفين إلى عملهم والجامعات والمعاهد إلى متابعة الدراسة، وكذلك مع انطلاق امتحانات الصفوف الانتقالية في مدارسنا، وازدياد حركة الناس في الشوارع والأسواق والتنقل لا بد من أن نتخذ جميع الاحتياطات اللازمة ونتشدد في تطبيق الاجراءات الاحترازية -الوقائية من دون تسيب أو إهمال وألا نكون غير مبالين نتيجة قناعات خاطئة، فالتجارب والوقائع والأحداث ماثلة أمامنا يومياً ولا داعي أبداً للمغامرة أو المكابرة ففي مثل هذه الحالات يكون الثمن أغلى ما في الوجود (الروح)!!
إن الكثير من دول العالم التي فاجأها الوباء وانتشر فيها بسرعة وأتعبها اقتصادياً واجتماعياً وحتى نفسياً استفادت من تجاربها وغيّرت في سياساتها وعاداتها وتقاليدها ونموذج حياتها وحقق العديد منها نتائج جيدة في منع انتشار الفيروس وانطلاقاً من ذلك لا بد من أن نأخذ العبر ونستفيد من التجربة ونحصّن أنفسنا وصحتنا ولنساهم في الحد الأدنى بمنع تزايد الإصابات عبر الإجراءات الاحترازية والوقائية التي أثبتت فاعليتها بجدارة وامتياز.
حديث الناس- هزاع عساف