الثورة أون لاين:
لم تتوقف مؤسسة الخداع والكذب الغربية يوماً واحداً عن العمل بخبث ودهاء لابتكار أدوات جديدة في استغلال ونهب شعوب العالم، وامتصاص مقدرات الناس المادية والمعنوية حتى حيث هي
جربت الوسائل كلها ومع كل مرحلة تاريخية جديدة تضخ بما لديها.. المرحلة التي وجدتها الاكثر نجاعة هي استثمار التضليل الفكري والسياسي من خلال المصطلحات وبيع القيم على قارعة المنابر الاممية، وتغليفها “بسلوفان” المتاجرة بحقوق الإنسان، ومصطلحات الحرية الديمقراطية و السلام الآمن.. كل ما يمكن أن يدغدغ المشاعر الإنسانية من مصطلحات تحمل الف وجه وتفسير، والغاية منها تفسير واحد ألا وهو إيجاد مدخل للنهب المنظم لمقدرات الدول، و حتى يبدو النهب باسم الإنسانية لابد من رتوش وأغلفة تجمله.. فكانت هذه المصطلحات التي تبدو اليوم عارية إلا من زيفها.
يقول جان زيغلر في كتابه المهم.. سادة العالم.. العولمة.. النهابون.. المرتزقة.. الفجر.. يقول: تؤدي خصخصة العالم إلى إضعاف القدرة التنظيمية للدولة انها تضع البرلمانات والحكومات تحت الوصاية.. إنها تفرغ من معناها معظم الانتخابات وكل عمليات التصويت الشعبية تقريبا.. إنها تحرم المؤسسات العامة من سلطة التنظيم.. إنها تقتل القانون فلا تبقي من الجمهورية سوى شبح.. هذا الذي يراه زيغلر في جنون الليبرالية وعمل الدول التي تتاجر بالمصطلحات، وكله خدمة لرأس المال الذي يعني لهم المزيد من النهب ووضع ما ينهب في البنوك، وتكديسه ليكون تحت السيطرة بلحظة واحدة، وبالوقت نفسه لتكون قوى العولمة الخفية هي التي تدير الدول التي تقع في أفخاخ عولمتها..
اما الأفخاخ فهي متجددة كل يوم تأخذ صفة دولية، وتعمل عبر مؤسسات يعطونها صفة الأممية لتكون بريئة من الإدانة… ولهذا حديث طويل
