الثورة أون لاين:
ربما يتساءل أحدنا بكل بساطة.. لماذا نجد أحدث الموبايلات في أسواق العالم الثالث ونجد أيضا الكثير من البرامج التي نظن أن وجودها ليس ضرورياً.. بينما في الوقت نفسه لن تجد دواء محدداً أو غذاء.
يحاصرون القمح والغذاء ويغضون النظر عن أحدث تقنيات المحمول..
ومن ثم يتحدثون في وسائل أعلامهم الغربية عن الجوع والمجاعة وحقوق الإنسان وغير ذلك..
لا أحد منهم يذكر لماذا يفرضون الحصار الجائر والظالم على الدول والشعوب، وبالوقت نفسه يتركون تقنيات التواصل تصل إلى هذه الشعوب والدول..
الأمر ليس لغزاً ولا هو كرامة منهم ولا هبة إنما أحد أدوات الفتك والحرب الناعمة التي يشنونها ضد الدول والشعوب التي لا تجري في ركب مهاناتهم.
كتاب أرابيسك أمريكاني دور الولايات المتحدة في صناعة( ثورات ) الشارع العربي.. تأليف أحمد بن سعادة، وترجمة وئام خلف الجراد.. وتقديم د.جابر سلمان..
وقد صدر منذ فترة عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق ولم يجد ما يستحقه من المتابعة والاهتمام، يكشف الكثير من هذه الاعيب وما تعده وتقوم المؤسسات الأميركية التي تدير وسائل التواصل الاجتماعي.
– هل تسمي ابنك “فيسبوك”؟
هل فكرت للحظة واحدة أن تسمي ابنك “فيسبوك”.. واذا ما فعلت ذلك.. مؤكد أن لديك الدوافع التي تجعلك تتخذ هذا القرار الذي يسم ابنك ويعطيه هوية الاسم بكل ما تحمله من دلالات.. وربما سوف تشرح له يوما ما أسباب هذا القرار أو ستكون مضطراً لفعل ذلك تحت وطأة سؤاله الملح لغرابة الاسم وما يحمله..
في الفصل الثالث من الكتاب المشار إليه وجاء تحت عنوان..التقنيات الحديثة..يقول المؤلف..في الثامن عشر من شباط عام ٢٠١١ م نشرت صحيفة الأهرام المصرية خبراً غير مسبوق بعد أسبوع من سقوط الرئيس حسني مبارك يفيد بقيام زوجين من القاهرة بتسمية ابنهما الجديد (فيسبوك ).
ألا تعكس هذه التسمية الدور الواسع الذي لعبته شبكات التواصل الاجتماعي والإنترنت والتقنيات الحديثة فيما جرى ويجري..؟
ثم يسرد الفصل معطيات حول هذا الدور بدءاً مما جرى في الصرب، ومن ثم أوكرانيا، و يقف عند ما قالته هيلاري كلينتون عن تويتر ودوره في الأحداث التي وقعت في إيران عام ٢٠٠٩م.
طبعا والأمر ينسحب على تونس وليبيا وسورية..
ويشير الكتاب إلى أن شركة أميركية قامت بتطوير برنامج (tor)الذي يسمح بالتصفح الخفي للإنترنت وقد وضع البرنامج مجاناً تحت تصرف المعارضة الإيرانية.. وتضع الصفحة الرئيسية من تور منتجاتها البرمجية بشكل مفتوح على النشطاء..
وحسب الشركة فإن برنامج تور هذا مهمته الأساسية تكمن في تطوير وتحسين وتوزيع برامج مجانية وأدوات تروج لحرية التعبير والالتزام المدني كما يدعون…
والسؤال الذي يطرح نفسه: من الذي يمول هذه الشركات وبرامجها.. هذا له وقفة أخرى ومن مصادر أخرى تتحدث بتفصيل أكثر في هذا الأمر