الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:
انتقدت كوريا “الشمالية” الرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب تعليقاته حول برنامجها النووي، رافضة حديث واشنطن عن الدبلوماسية ووصفتها بأنها “زائفة” وحذرت من رد مماثل لسياساتها العدائية.
ففي خطاب أمام الكونغرس الأمريكي الأسبوع الماضي، وصف بايدن البرنامج النووي لبيونغ يانغ بأنه “تهديد خطير” وتعهد بالعمل مع الحلفاء للتعامل مع القضية “من خلال الدبلوماسية وكذلك الردع الصارم”.
كما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس بايدن كان منفتحاً على المفاوضات مع بيونغ يانغ بشأن نزع السلاح النووي بعد أن أكمل المسؤولون الأمريكيون مراجعة استمرت شهوراً لسياسة كوريا والتحديات التي سيواجهها بايدن وهو يسعى إلى إبعاد نهجه عن إخفاقات أسلافه.
وفي بيان صادر عن وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية يوم الأحد2 أيار 2021، انتقدت وزارة الخارجية الكورية الشمالية خطاب بايدن أمام الكونغرس وقالت إنه غير منطقي وانتهاك لحق بيونغ يانغ في الدفاع عن النفس أن تصف واشنطن رد كوريا الدفاعي بأنه تهديد.
وقال كوون جونغ غون، المسؤول بوزارة الخارجية، مستخدماً الأحرف الأولى من الاسم الرسمي لكوريا إن بيان بايدن يعكس بوضوح نيته في الاستمرار بتطبيق السياسة العدائية تجاه كوريا كما فعلت الولايات المتحدة لأكثر من نصف قرن” تجاه جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية”، وأضاف كوون أن “الدبلوماسية التي تزعمها الولايات المتحدة هي زائفة للتستر على أعمالها العدائية، والردع الذي تروج له هو مجرد وسيلة لتوجيه تهديدات نووية إلى كوريا الديمقراطية”.
وقال المسؤول الكوري إن بلاده “ستضطر إلى الضغط من أجل اتخاذ إجراءات مماثلة”، وحذر من أن واشنطن ستواجه “موقفاً خطيراً للغاية” بسبب “خطأ بايدن الفادح” بوصفه لبيونغ يانغ بأنها تهديد أمني.
ولأن بيونغ تهاجم “منطق العصابات” في رد فعل الولايات المتحدة على اختبار صاروخ كوري، انتقدت الرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب تصريحاته حول تجربتها الأخيرة لإطلاق صاروخين باليستيين، واصفة التصريحات بأنها استفزازية”.
ورغم أن إدارة بايدن لم تقم بعد بوضع سياسة واضحة تجاه كوريا الشمالية، لكن الخبراء يتوقعون أنها ستستمر على الأرجح بعدائها التقليدي تجاه بيونغ يانغ، حيث قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي للصحفيين إن بايدن يسعى إلى نهج مختلف عن أسلافه وأن “الإخلاء الكامل لشبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية” يظل هدف الإدارة وهو ما تنفيه كوريا الشمالية، وترى أنه لا تغير يذكر على سياسة أمريكا العدائية نحوها.
وفي وقت سابق حث الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن نظيره الأمريكي على الشروع في جولة جديدة من الدبلوماسية مع كوريا الشمالية بشأن برنامجها النووي، بعد التواصل غير الناجح بين بيونغ يانغ وإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وشدد الرئيس الكوري الجنوبي على أن بايدن بحاجة إلى التعامل مباشرة مع الزعيم الكوري الشمالي.
وانتقدت بيونغ يانغ مجلس الأمن الدولي لازدواجية المعايير وإنكار حقها في الدفاع عن النفس بعد أن وجه المجلس اللوم عليها، وتصاعدت التوترات منذ آذار الماضي عندما أطلقت بيونغ يانغ نوعاً جديداً من الصواريخ الباليستية التكتيكية قصيرة المدى في أعقاب المناورات السنوية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، والتي تعتبرها بيونغ يانغ بمثابة بروفة لشن هجوم.
وتقول بيونغ يانغ إن قدراتها النووية والصاروخية تهدف لمواجهة أي عدوان محتمل من جانب الولايات المتحدة، التي تملك وجوداً عسكرياً كبيراً في شبه الجزيرة الكورية.
المصدر: نيويورك تايمز