الثورة أون لاين:
يعاني اليابانيون في شهر ايار من كآبة موسمية تعرف بـ (غوغاتسوبوي) أو حرفيًا “مرض مايو”.
فعلى الرغم من أنّ شهر أيار يُعَدّ شهراً جميلاً بالنسبة إلى كثيرين حول العالم، إلا أنّه ليس كذلك على الإطلاق في اليابان، خصوصاً لمن يعانون من الاكتئاب.
حيث ان شهر نيسان في اليابان هو شهر العام الدراسي الجديد، والسنة المالية الجديدة، وفرص العمل الجديدة، وحتى تحديد المهام الجديدة ضمن الوظائف القديمة. وهو الموسم الجديد، والطقس الجديد، والملابس الجديدة، والنظرة الجديدة إلى الحياة.
وبحلولأيار ينقشع غبار التغيير وتبدأ معه الآلام الناتجة عن كلّ تلك التغييرات، وما فيها من تكيّف صعب وتؤثر ضغوط الاستقرار في روتين جديد على الكثيرين، مما يؤدي إلى كآبة موسمية معروفة في اليابان باسم (gogatsubyō) أو حرفيًا ”مرض مايو“،.
يشار إلى الحالة في كثير من الأحيان باللغة الإنكليزية باسم May blues ويمكن التعبير عنها بعدة طرق، بما في ذلك الخمول العام أو نوبات الاكتئاب والقلق الخطيرة.
كان غوغاتسوبوي قد صيغ في البداية لوصف الانخفاضات الموسمية في الحالة الذهنية لطلاب الجامعة، لكنه يستخدم الآن لوصف التقلبات العامة التي تؤثر على الناس في جميع أنحاء المجتمع.
ليس من الواضح ما الذي يحفز الاكتئاب والخمول في ايار بالضبط، لكن يُعتقد بشكل شائع أن التغيير المفاجئ في الجداول أو ضغوط التعود على مكان جديد لها تأثير كبير على تلك الحالة، حيث يشعر بعض الناس بالإحباط والاكتئاب عند الانتقال لمكان جديد أو بيئة مختلفة.
وتميل الأعراض إلى الظهور بعد عطلة الأسبوع الذهبي، وهو امتداد للعطلات الرسمية من يوم شووا الذي يوافق 29 نيسان إلى يوم الطفل الذي يوافق 5 ايار، والذي يوفر عطلة طويلة نسبيا من صخب الدراسة والعمل والأعمال التجارية بشكل عام.
لكن بعد انقضاء العطلة والعودة إلى روتين الحياة الطبيعي قبل العطلة، يجد العديد من الأشخاص صعوبة في استعادة نشاطهم وحالتهم بعد العطلة التي استمرت أسبوعًا.
قد يسمع الآباء أن الأطفال يشكون من عدم رغبتهم في الذهاب إلى المدرسة، وقد يجد موظفو الشركة صعوبة في التركيز على المهام المسندة إليهم.
وعلى الرغم من أنه في كثير من الأحيان يكون مجرد مرحلة عابرة، إلا أن هذه الحالة تعتبر اضطرابًا في التكيف، ويمكن أن تؤدي في الحالات الخطيرة إلى مشكلات طويلة في الصحة العقلية والتغيب المزمن وحتى الانعزال الاجتماعي، كما يحدث في حالات الهيكيكوموري.
يقال إن مصطلح gogatsubyō قد ظهر لأول مرة في أواخر الستينيات في حرم جامعة طوكيو. في ذلك الوقت، كانت اليابان تتمتع بفترة غير مسبوقة من النمو الاقتصادي الفائق السرعة، وكانت هناك منافسة أشد قسوة على أماكن محدودة في أفضل الجامعات في البلاد والتي ستضمن لاحقًا وظائف مربحة بعد التخرج.
كان المبتدئون في الكليات المرموقة قد تحملوا شهوراً تقريبًا من دون توقف من أجل امتحانات القبول، وعند الوصول إلى هدفهم، استسلم بعضهم للإرهاق بحلول شهر أيار.
ورغم أن أيار قد لا يمثل اضطرابًا رسميًا، إلا أن المدارس والشركات تتعامل بشكل متزايد مع مشكلات الصحة العقلية، بما في ذلك عن طريق توفير مستشارين لمساعدة الأشخاص على التعامل مع الضغوط في العمل أو في الدراسة.