الملحق الثقافي:
هي مجموعةٌ جديدة للشاعر والمترجم والمسرحي “أيمن أبو الشعر”، وقد صدرت باللغة الروسية عن “دار بيبلوس كونستالتينغ – موسكو”.
تحتوي المجموعة، قصائد مختارة من عددٍ من المجموعات الشعرية التي صدرت للشاعر خلال العقود الأربعة الفائتة، وقد تمَّ اختيار القصائد، بحيث تكون متنوعة، ففيها الوطنيّة النضاليّة “كمرافئ الربيع” و”المشاعل الحزينة” و “لا تحرقوا كلّ الوقود” و”الخوف المقدّس”، وهي قصيدة تحكي عن تجربة النضال ضد المحتلين، وقد ترجمها الشّاعر من العربية بنفسه، ونقلتها شعراً إلى الروسية، الشاعرة الروسية الكبيرة “ريما كازاكوفا”، وفيها يقول “أبو الشعر”:
وخشيتُ إنْ هُم أطلقوا نحوي
عياراً من مُسدسْ
وسقطتُ مخضوباً وفي جيبيَّ
منشورٌ مُقدَّسْ
قد حُرتُ فيهِ
خشيتُ أن يستخرجوهْ
من قبلِ أن أستطيعَ بلعَهْ
وتمسُّه منهم أكفٌ في أصابعهمْ يُدنَّسْ
وخشيتُ إن سالتْ دِمائي
وأنا خبيرٌ ما دِمائي واحتضاري
أن يخطَّ النزفُ مزهواَ شِعاري
ثم يدرونَ الهويَّةْ
ومهمتي سريّة
في المجموعة أيضاً، قصائد عاطفيّة وجدانيّة، كـ “قلب يبحث عن نبضه” و”رسائل لم تأكلها النَّار”، وقصائد اجتماعية كـ “نداء السندباد”، وفلسفية كـ “نهر الرغبة” و”الأبتر”، إضافة إلى عددٍ من أشهر القصائد التي كتبها “أبو الشعر”، مثل “قارع الطبل الزنجي” و”الخوف المقدّس”، وقد تنوّعت أحجام القصائد، من القصيرةٍ جداً إلى المطوّلة.
أما عن الخصائص التي امتازت بها هذه المجموعة، فالحفاظ على إيقاعاتِ الشّاعر ومقاربة أسلوبه، وفي حديثٍ له عن هذه المجموعة، أوضح أنه وبعد أن قام بنفسه بالترجمة الحرفيّة للقصائد، عمل على مراحلٍ مع الشعراء الروس لمقاربة النصِّ الأصلي، بما في ذلك إجراء بعض التعديلات الطفيفة التي شارك فيها، بحيث تحافظ على المنظور العربيّ، وتقارب الذهنيّة والذوقيّة الروسيّة، ولقد كان من بين الشعراء وهم من أصدقاء الشّاعر، أسماء شبه مغمورة ولكنها مبدعة حِرفيّة، وقد ساهم في الترجمة، بعض كبار شعراء الروسية، كـ “ريما كازاكوفا” و”إيغر لابن”..
كتب مقدمة المجموعة، الكاتب والدبلوماسي الروسي “أوليغ فومين”، المثقف الذي له علاقة وطيدة جداً مع الثقافة العربية، خلال أكثر من نصف قرنٍ من الزمان، وقد قدَّم لمحة بيوغرافية سريعة عن الشّاعر، وعن دوره النضاليّ، وتعرّضه لمحاولة اغتيال أواسط السبعينيات، وقد توقف عند تنوع عطاءات “أيمن أبو الشعر”، في مجال الشعر والمسرح والإعداد التلفزيونيّ والإذاعيّ للبرامج الأدبية، التي قُدمت من إذاعة موسكو، وتلفزيون روسيا اليوم، ناهيك عن مساهمته في ترجمة الشّعراء والكتّاب الروس إلى العربية، ولقد اعتُبر صدور هذه المجموعة في هذا الوقت بالذات، مساهمة في تعميق الصداقة والتعاون بين البلدين، على المستوى الثقافي أيضاً.
تحدَّث “فومين” أيضاً، عن بعض الجوانب الفنيّة في هذه المجموعة، وعمق دلالاتها المتنوعة، منوِّهاً إلى المزج المحبَّب في كثيرٍ من الأحيان، ما بين الشّعر العاطفيّ والوطنيّ، وبين الوجدانيّ والنضاليّ، مستشهداً بقصيدةِ “أكبر من عناق”، كمثالٍ على هذا التوجّه الذي يؤكِّد، تمازج الشَّاعر بهذه المشاعر مجتمعة.
وحسب معطيات دار النشر التي أصدرت الكتاب، فقد بدأ توزيع الكتاب على بعض أهم دور بيع الكتب في العاصمة الروسية موسكو، وخاصة في شبكة متاجر “المدينة القارئة”. يأتي ذلك بعد أسابيعٍ قليلة من منح الشَّاعر “جائزة الريشة الذهبية” لهذا العام، تقديراً لفنّيته العالية، وبراعته في الصياغة الشعريّة، حسب ما جاء في صياغة لجنة التحكيم.
تقع المجموعة، في 126 صفحة من الحجم المتوسط، وفيها بعض الرسوم التعبيرية التي تمّ اختيارها، من مجموعاتٍ سابقة بالعربية.
نشير أخيراً إلى أن الشّاعر كان قد أصدر باللغة الروسيّة، عدّة أعمال قبل ذلك، ومن هذه الأعمال، مسرحية “رجل الثلج” التي صدرت عن نفس الدار، “وصدرت بالعربية عن وزارة الثقافة السورية”، والمجموعة الشّعرية “صوت الحياة” التي صدرت عن “دار البرافدا”. أيضاً “القمر المغرور” الصادر عن “دار أدب الأطفال السوفييتية”، وكذلك عن “وزارة الثقافة السورية” بالعربية.
التاريخ: الثلاثاء4-5-2021
رقم العدد :1044