الثورة أون لاين- يارا كاملة :
منذ فجر التاريخ كانت المرأة السورية ولا تزال القاعدة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع، فهي الأم والأخت والزوجة والابنة، وهي مربية الأجيال وصانعة الحاضر والمستقبل.
لقد أثبتت المرأة السورية أنها قادرة على العطاء والإبداع في كل ميادين الحياة والعمل والإنتاج، وهذا كله انطلاقاً من المكانة المرموقة التي حظيت بها والتي كانت نتيجة كفاح ونضال طويل لا يزال مستمراً حتى يومنا هذا.
حيث شاركت النساء السوريات في كل مجالات التنمية والتطور والقيادة، شاركت في السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية، فأصبحت الوزيرة والسفيرة والمديرة والقاضية والمحامية والصحفية والمقاتلة والطبيبة، وتقلدت مناصب رفيعة في الدولة وحصلت على كامل حقوقها الدستورية كحق الاقتراع والترشح لمجلس الشعب ومجالس الإدارة المحلية، كما دخلت السلك الدبلوماسي والعسكري وسلك القضاء وأصبحت حاضرة في مجالس القضاء الأعلى، كما انخرطت في قطاعات الإعلام والثقافة وأثبتت جدارتها بكل ما أوكل إليها من مهام.
إن مشاركة المرأة السورية في الاستحقاق الرئاسي سواء من حيث الترشح أو من حيث الاقتراع يجسد المكانة التي وصلت إليها نساء سورية، وتجسد الحالة الديمقراطية والشفافية التي تسود وتحكم بنية ومنظومة الدولة السورية.
إن المشاركة في هذا الاستحقاق الوطني الهام هي تعبير وتجسيد للمواطنة التي تعتبر من أهم عناصر الديمقراطية في الدولة السورية التي دعمت المرأة ودمجتها في كل قضايا المجتمع، وعززت قدراتها للمساهمة في العملية التنموية انطلاقاً من قدراتها وطاقاتها التي أكدت فيها جدارتها وقدرتها على خوض كل المعارك وفي خندق واحد مع الرجل.
إن مشاركة المرأة السورية في الاستحقاق الرئاسي القادم هو امتداد لعطاءاتها وبطولاتها وتضحياتها وانتصاراتها خلال العقود الماضية بشكل عام، وخلال سنوات الحرب الماضية بشكل خاص والتي أثبتت فيها أنها قادرة على حمل الأمانة وصون كرامة الوطن والدفاع عن ترابه ووحدته