لم تُنشر روايات وقصص وأناشيد كلّ الشهداء على الآخرين ليروا عظمة ماقدّمه هؤلاء الشجعان، وما نُشر منها لايزال أعداء سورية يشيحون بوجوههم عنها، لأنهم ديدنهم في الحياة وعند نهاية العالم، لأنهم الشرفاء ضدّ إرهابيي الإنسانية العلنية، ولأن أجرهم وثوابهم عند الله وعند الشرفاء الذين يحفظون الجميل والعرفان وطُهر وقداسة أرواح قضت في سبيل عيشهم وهناءتهم…
ضريبة الانتماء والوفاء ثمنها أجساد غضّة لا تطمع في ثروة ولا تسعى إلى شهرة، أمسوا نجوماً تتلألأ في سماء لا يتوقف فيها زخم العطاء المتجذّر في عمق الحاضر لتقرأها الأجيال القادمة إباء وشموخاً في صفحات وطن قضى شهداؤه نحبهم وكلّهم يقين أن مشوار الحياة من هنا يبدأ، وأن دماءهم خلقت عوالم بديلة تتوسّع معها حدود الوطن ويستمر نديّاً نظيفاً مثل صباحات الشتاء…
شهداء سورية فرسان الوطن وأناشيد الغياب… عانقوا السماء وبسطوا في الأرض عهداً موصولاً إلى الأبناء تتوحّد فيه العزيمة والعطاء والكرامة والسيادة الوطنية…
عالم البطولة توحّدت فيه الدماء وانهمرت كالمطر تتوّج رؤوس الصغار والكبار وأحلامهم ومستقبلهم المفعم بالتفوّق والسيادة، فعصور العبودية والعتمة والإرهاب التاريخي الموروث لا تغسله إلّا دماء الشهداء، والتاريخ لن يكرّس إلّا العزيمة والصمود والعطاء والانتصار.
فالذين نذروا أرواحهم وأجسادهم جسور دم مغلفة باليفاعة وطلب الشهادة في سبيل اقتلاع حجور القتلة والإرهابيين وأعداء الأوطان والإنسانية هؤلاء تبقى دماؤهم بصمة دروبنا على أرض الوطن الذي علّمنا إن الشهادة والشهداء فيه تعني الإخلاص لكلّ ما في هذا الوطن، وقوافل الشهداء في سورية في عيدهم وظّفوها من أجل الحياة والمستقبل… وفي ذاكرتنا محاربون بين الموت والخلود…
رؤية- هناء الدويري