الثورة أون لاين-فاتن أحمد دعبول:
اثنان وأربعون عاما مرت منذ أطلق القائد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد الإمام الخميني يوم القدس العالمي، في الجمعة الأخيرة من رمضان، ويشهد هذا اليوم المبارك احتفاليات كبرى في أنحاء العالم، فهو يوم عظيم رسخ في ذاكرة الأجيال القضية الإنسانية الإسلامية، قضية الحق والأحرار، القضية الفلسطينية.
بهذه الكلمات افتتح د. محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب احتفالية اليوم العالمي للقدس بالتعاون مع جمعية الشعر والمستشارية الثقافية لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق، بعنوان” القدس أقرب”. أدار الندوة الشاعر أيمن رزوق.
وأضاف د. الحوراني: إن احتفالنا بيوم القدس يؤكد على إخفاق مشروع التطبيع في المنطقة، ولاسيما مايسمى بصفقة القرن، فإن كان الصهاينة قد نالوا قبولا رسميا من بعض الخناجر الموجهة ضد محور المقاومة، فلن ينالوا القبول الشعبي الذي يسعون إليه، وإننا في سورية رأس حربة المقاومة.
وبين د. سيد حميد رضا عصمتي المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية أن الخميني سعى من خلال إعلانه يوما عالميا للقدس إلى جعل قضية فلسطين الأساس حتى تحرير كامل أرضها المباركة من دنس الصهاينة والمحتلين، وإخراج القضية الفلسطينية من كونها قضية تخص الفلسطينيين أو العرب فقط، إلى قضية إنسانية لكل أحرار العالم.
وأضاف: لقد أصبح يوم القدس عنوانا لحركة الشعوب في العالم، وأصبحت القدس منهلا للإنتاج الأدبي والثقافي لما للقدس من مكانة في الأدب الفارسي توازي مكانتها في الأدب العربي لقيمتها الروحية والتوحيدية، والكثير من نتاجات الأدب الفارسي تكرم القدس الشريف وتؤمن بأن التحرير بات قريبا.
رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين، الشاعر مراد السوداني وعبر تسجيل صوتي من الأراضي المحتلة يقول: فلسطين هي خيط الذهب في عباءة الأمة، وهي الجوهر الأسمى الذي يبقى بعد انحسار كل شيء، وهي جوهرة العروبة، ودمشق المعاندة المجاهدة البهية العصية على الانكسار، على عهدها مع فلسطين كانت وستبقى تواصل انحيازها الأكيد من خلال هذا المهرجان الذي ينهض على ترابها الحر ليمحو السواد والظلمة الزاحفة والاستراتيجيات الحاقدة.
إن يوم القدس في كل عام يدق جرس الصحو مذكرا بأن القدس هي مدينة الله، وستظل لاشرقية ولاغربية، بل واحدة موحدة مثلما هي فلسطين لاتقبل الانقسام، وستبقى عاصمة فلسطين ترفع لاءها في وجه المحتل الغاصب.
وبين المكرم الشاعر المناضل خالد أو خالد أن من الأهمية بمكان أن تصبح القدس قضية العالم، لأن مايحدث في القدس هو اعتداء على كل هذا العالم الإنساني البائس، ونحن نعتز بهذه المناسبة ونقدر الجهات الراعية لها.
وعن شعوره بالتكريم قال: هذا التكريم لفلسطين وأنا فقط إلى فلسطين، ساعي بريد أوصل الأمانة لأهلها، وسأوصلها فالجميع يسعى ليقدم أي دعم للقدس ولفلسطين جميعها.
وقد شارك في المهرجان الشعري كوكبة من الشعراء احتفاء بهذه المناسبة القومية الهامة، فكانت كلماتهم تبلسم الجراحات وتحث على الوقوف إلى جانب القدس الشريف في معاناته مع الصهاينة وطغيانهم.
وقدمت الشاعرة هيلانة عطالله قصيدة بعنوان” حنظلة لم يعد طفلا”:
أنا لست صفراً في هوامش مهملة جذري كفيل أن يحل المسألة
أبمنطق الساسات حلي معضل؟ حتى دياري للعدو محللة
وعروبتي صارت رخاما صامتا رباه ياصمت الخنا ماأثقله
وجع أنا فإذا نسيتم صورتي يهمي نجيعي في حروف الحوقلة
في كتاب الذكر وعد صادق ولي النوافل في خشوع البسملة
وتحت عنوان” حنظلة” كتب الشاعر نزار بريك هنيدي:
لاتصدق أحدا ياحنظلة، ليس إلا دمك المجبول بالطين يضيء الجلجلة، لاتصدق أحدا ياحنظلة
ليس إلا دمك المجبول بالطين يضيء الجلجلة، فانتفض ياحنظلة، لاتصدق أحدا، لاتنتظر من أحد شيئا
وقاوم، لاتصدق أحدا، لا ..لاتساوم، ليس إلاك مقاوم
أما الشاعر سليمان السلمان فقدم قصيدة بعنوان” لاقدس تنام” يقول:
قم قبل وأد الجرح، واغسل دورة الزمن الحرون، فرماد أحزاني انتثر
انهض معي، فالليل يركض والعيون تنجمت في عتمة التذكار، توقظ حلمها بين البشر، وتدير أعراس الجنون
ومن قصيدته” كما قام الوصي” نقتطف للشاعر سعد محمود مخلوف:
تلك العروبة صرخة خرساء ضلت سبيلا، خانها الجبناء
السيف في التأويل أصدق لهجة وبحده الحرية الحمراء
نبأ القصيدة جيد لكنه بالسيف قد تتوارد الأنباء
وقدم الشاعر نزار بني المرجة قصيدة بعنوان” الدخول من باب العمود”
وليت وجهي شطر القبلة الأولى، مشيت، مشيت، أنزع المسامير من جسد نازف،
وأمسح الطعنات عن جسد مثقل بالأنين
قبلتي الأولى .. القدس وفلسطين، وهائما، وحالما، أيقظني اليقين:
في الوقت متسع لآلاف المجازر، ربما قبل الوصول، كم طال هذا الليل، وكم تعبت من الترحال.
وشارك من الشعراء” صالح سلمان، سعد مخلوف، محمد بشير دحدوح، محمد رجب، علوش عساف” وتعذر قدوم الشعراء من إيران بسبب الظروف الصحية” كوفيد 19″ وفي ختام المهرجان الشعري تم تكريم رئيس اتحاد الكتاب العرب د. محمد الحوراني والشعراء المشاركين بتقديم دروع تذكارية تقديرا لجهودهم.