الثورة – ديب علي حسن:
في زحمة الأحداث والوقائع الجارية، ليس على مستوى المنطقة وسوريا.. بل العالم، تجد الكثير من الشعوب والأمم صعوبة في التوجه إلى أي مرافئ الغد تتجه..
ما هي هويتها ما انتماؤها كيف تحافظ على أصالتها ومن يفعل ذلك؟
في سوريا كانت الكارثة كبيرة حد الفجيعة منذ نصف قرن أو أكثر، شعارات براقة معسولة ترددها أدوات التضليل، تريد أن تقول هذه هويتنا وهذا توجهنا، ولكن على أرض الواقع لم يكن من الأمر شيء أبداً.
بل كما يقال مجرد رمال تذروها رياح العبث والتضليل.
وقد ازداد هذا الأمر في العقود الأخيرة تماماً، وبدا الخطاب السياسي والفكري وحتى الثقافي تائهاً لا يعرف إلى أين وما البوصلة.
تارة يشرق وتارة يغرب، والنتيجة عمى حقيقي انعكس على المجتمع بكل مكوناته ومقدراته.
عمل النظام البائد على تشتيت كل هوية سورية أصيلة عربية من خلال الارتماء بأحضان الآخر، فلم نعد نعرف من قيم الأصالة العربية التي تتمثل بتعاليم الديانات السماوية أي شيء.
تشظت الهوية السورية تماماً، حتى كدنا نجد في بقعة جغرافية ملامح لهويات قاتلة عادت بنا إلى الإثنيات والطائفية والعائلية.
وغدا الانتماء إلى مذهب الفساد والنهب هو الهوية والعلامة التي تفاخروا .
هذه الحال التي انكسرت إلى غير رجعة هي اليوم من ذكريات الألم والعذاب .
فمع انتصار الثورة وسقوط النظام البائد تم العمل على تصحيح وتصويب البوصلة تماماً.
على لسان رئيس الجمهورية أحمد الشرع: سوريا عربية لن تكون غير ذلك، وهي لكل أبنائها تمد يد العون للجميع.
سوريا هي الغد الذي يتمسك بالأصالة والقيم والمبادئ، ويعمل وفق القانون واحترام الجميع.
سوريا ستكون نقطة تفاعل خلاق لكل العرب وهي واحدة موحدة.
نعم سوريا تستعيد الآن هويتها الأصيلة لغة وقيما ومبادئ وقيما إنسانية حقيقية.
سوريا الوطن الذي دفع الثمن غالياً، لم ولن يفرط بما أنجزته الثورة التي تقوم على أسس راسخة كما قال الرئيس أحمد الشرع.
وإذا كانت الهوية كما في أحد تعريفاتها تقول: هي وعيك ما أنت عليه الآن.
فنحن الآن نعي أننا صوبنا البوصلة ونمضي قدماً بخطا عملية، وما أروع ما قاله الرئيس الشرع: “أنا خادم للشعب”.
ومن كان من الشعب وللشعب هو القادر على تخصيب الهوية السورية التي نعتز بها وستكون وستبقى مصدر فخر لنا.
نعم استعدنا هويتنا وغدنا يشهد على ذلك فعلاً لا شعارات.
#صحيفة_الثورة