ظنوا أنهم قد طبعوا، والتهموا الأرض حين صافحتهم يد بعض المهرولين ممن لايجيدون قراءة العمق التاريخي والحضاري والنضالي للشعوب التي قد تصمت لفترة من الزمن، تشغلها قضايا آنية تزول، لكنها في العمق لاتزال بوصلتها القضايا الكبرى، قضايا المصير التي تعني الوجود كله.
ما يجري في الأرض العربية المحتلة، وتحديداً انتفاضة الشعب العربي الفلسطيني دفاعاً عن المقدسات العربية – مسيحية وإسلامية – يقدم البرهان ويسمع من به صمم أن رحلة تطهير الأرض من دنس الاحتلال قد بدأت، ولا تنفع صفقات القرن وما تحتها وبعدها وقبلها من مسميات.
الشعب الذي انتفض بوجه غاصبه لم يعول على أحد غير تضحياته والقدرة على البذل والفداء، فلا جامعة ما يسمى الدول العربية التي كانت كما يقال _ على إشارة من مشغلها الغربي – تهرول لعقد اجتماعاتها للتآمر على سورية، أما اليوم فهي في سبات عميق، أما الأمم المتحدة التي على حياء وخجل أمام هول ما يجري تطلق بعض التصريحات التي لاقيمة لها.
الآن المجتمع الدولي ممثلاً بالشعوب الحرة الأبية يراقب ما يجري، ويقف بكل تاكيد مع النضال العادل للشعب العربي الفلسطيني، نعم المجتمع الدولي الحر الذي عملت واشنطن على مصادرته ومن ثم الحديث باسم التحالف المزيف ليحل مكان المجتمع الحقيقي.
اقتحام قطعان المستوطنين الحرم القدسي، لم يكن الاول، ولكنه اليوم الأكثر استهانة بكل ما يسمى قيم العالم، ويضع الامم المتحدة أمام مسؤولياتها _ نعرف أنها قد تبقى في سباتها – لكن لابد من أن نقرع طبول الغضب أمام من فيها، ورسالتنا للعالم كله أن القدس هي رؤى عيسى على جفن النبي.
انتفاضة تجذرت ونمت من الصمود الذي امتدت جذوره من دمشق إلى كل بقعة في فلسطين، إلى كل نسغ عربي، الرسالة واضحة والصوت عال: كونوا مع القدس، كونوا مع الصمود، مع الكرامة التي تعيد كتابة التاريخ وتصنع فجراً جديداً.
نبض الحدث – ديب علي حسن