الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
السوريون هم وحدهم من يقررون مصيرهم ويرسمون مستقبلهم، وهم وحدهم من يضفون الشرعية على استحقاقاتهم الدستورية، ويحددون تواقيت إجرائها، وفي كلام السيد الراحل وليد المعلم لجون كيري وزير خارجية أميركا الأسبق ما يختصر للعالم ما عليه أن يفهمه حول سورية عندما قال: “سيد كيري.. لا أحد في العالم له الحق في إضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سورية إلا السوريون أنفسهم”.
وانطلاقاً من هذا، وبمناسبة الاستحقاق الدستوري الرئاسي في 26 أيار الجاري يعاود السوريون التأكيد أمام العالم أجمع على أنهم أصحاب حق وحقهم الدستوري هذا واجب وطني مقدس سيمارسونه بكل شفافية وعزم وإرادة وتصميم، رغم محاولات دعاة الحرب الإرهابية ومنظومتها العدوانية ممارسة الضغوط وعمليات الحصار والتجويع والتعطيش عليهم، وما شهدناه من إقبال كبير على الترشح للانتخابات في أكبر عملية ديمقراطية ربما لم يشهدها العالم، فيه ما يؤكد ذلك.
السوريون قالوا نعم للوطن، ولا للإرهاب، وهو ما تجسد رغم عقد من حرب إرهابية أطلسية عليهم، عندما عبروا بجميع أطيافهم وفئاتهم وبمختلف مؤسساتهم وجغرافيتهم السورية على امتدادها المقدس، وهو ما سيجسدونه فعلاً في صناديق الاقتراع لتعزيز وحدتهم الوطنية والشعبية وهويتهم السورية في وجه المؤامرات الخارجية وتحدياتها للشرعية وللقوانين الدولية.
فالسوريون لم يناضلوا كي يسرق العدو والمحتل حقوقهم، ولم يقدموا عشرات الآلاف من الجرحى والشهداء كي يستسلموا ويذعنوا لمن يتربص بهم شراً وقتلاً وحصاراً، بل كي يحافظوا على وحدتهم الوطنية ويصونوا قرارهم ويحرروا ما سلب من أرضهم وما اغتصب من قبل الإرهابيين من عثمانيين إلى فرنسيين إلى مرتزقة وأميركيين وميليشيات وتنظيمات مسلحة.
في استحقاقنا الدستوري هذا الذي نؤكد على إتمامه في موعده دون الإصغاء لمهاترات الخارج والمارقين واللاشرعيين، صون للحقوق وتأكيد على الواجبات، وتصويب أكيد ومتزامن وموازٍ لقافلة انتصارات السوريين وصبرهم على الجراح والآلام.. وفرصة أخرى للتأكيد على أن السوريين ثابتون في أرضهم ومتشبثون بحقوقهم، وبأن لا شرعية ولا قوانين تتعالى على حقوقهم مهما كانت.
السوريون سينتخبون من أجل مواصلة النضال وتعزيز جبهة المقاومة ضد أشرس حملات التضليل والنفاق التي تستهدف وجودهم، سينتخبون من أجل هويتهم وعروبتهم الممتدة لآلاف السنين، وهم اليوم أكثر عزماً وتصميماً على متابعة المسير نحو المستقبل، و26 الجاري فيصل آخر سيصوغونه قولاً وفعلاً للرد على قوى الإرهاب والإجرام.
