الثورة أون لاين- ترجمة غادة سلامة:
ينتهج الرئيس الأمريكي جو بايدن سياسة خارجية متغطرسة، وفقاً للبروفيسور دينيس إيتلر الأستاذ السابق للأنثروبولوجيا في كلية كابريلو في أبتوس بكاليفورنيا والمحلل السياسي الأمريكي المخضرم والمهتم منذ عقود بالشؤون الدولية ومنها العلاقات الأمريكية الصينية.
يقول إيتلر إن بايدن اقترح في خطابه الأول أمام الكونغرس خطة جديدة شاملة بقيمة 1.8 تريليون دولار لحل المشاكل الاقتصادية المتفاقمة في الولايات المتحدة، وناشد المشرعين الجمهوريين للعمل معه في حل القضايا الخلافية ومواجهة المنافسة الشديدة التي تفرضها الصين.
كما حث الرئيس الديمقراطي الجمهوريين على المساعدة في تمرير مجموعة واسعة من التشريعات المثيرة للجدل من الضرائب إلى إصلاح الشرطة إلى مراقبة الأسلحة والهجرة.
وقال إيتلر بالنسبة إلى “أغنى دولة في العالم”، فإن ما قدمه بايدن هو أقل ما هو ممكن وضروري لإعادة الاقتصاد إلى مساره الصحيح، لقد كشف وباء كورونا عن بطن الرأسمالية الأمريكية، حيث الملايين والملايين من الناس يكافحون من أجل تغطية نفقاتهم، وهم يتعرضون لأزمات خانقة، كلما واجهوا تحدياً جديداً.
فالنفقات المرتبطة برعاية الأطفال ورعاية المسنين، أو المرض الشخصي غير المتوقع هذه النفقات تثقل كاهل المجتمع الأمريكي وتتجاوز أعداد العائلات والأسر في الولايات المتحدة.
“بايدن يلعب بورقة الصين” ويلقي اللوم عليها في مشاكل الولايات المتحدة، حيث استخدم ورقتها في حيلة ساخرة وخبيثة لكسب دعم الحزبين لحزم الإغاثة الاقتصادية التي تبلغ قيمتها عدة تريليونات من الدولارات من أجل حمل الكونغرس والشعب الأمريكي على الالتفاف حوله كي يستطيع جلب الثقل الكامل لسياسته الخارجية الإمبريالية الرجعية والمتغطرسة، فيما تمضي الصين قدما للأمام دون توقف.
وكان موقفه المتعجرف المتعالي تجاه الصين أكثر وضوحاً إذ تم التعامل مع “بطاقة الصين” مباشرة من كتاب قواعد اللعبة في الحرب الباردة، فهو أنشأ عدواً أجنبياً يمكن تضخيمه باعتباره تهديداً وجودياً “للطريقة الأمريكية” المقدسة، بغض النظر عن أن الولايات المتحدة هي التي تهدد الصين وليس العكس، الوقت وحده هو الذي سيخبرنا، ولكن عاجلاً وليس آجلاً سيأتي الدفع وسيتعين إعادة تقييم من جانب الولايات المتحدة لسياستها تجاه الصين.
ولكن في الوقت الحالي، فإن اتخاذ موقف عدواني تجاه الصين هو شرط لا غنى عنه في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وهذا يشير إلى حقيقة واحدة هو أن الهستيريا الغربية بشأن الصين لا أساس لها من الصحة، فالغرب لا يتردد في غض الطرف عن انتهاكاته الفادحة لحقوق الإنسان، لكنه يبحث عن كل فرصة لتوجيه الاتهامات الكاذبة إلى الصين والطعن فيها، لأن الصين القوية والمتقدمة تبدو اليوم هي إهانة لكبرياء أمريكا وبايدن والغرب.
وبينما يتعافى العالم ببطء من جائحة COVID-19 يقول البرفسور إيتلر، فإن الصين المزدهرة هي التي ستنقذ الاقتصادات المتعثرة في العالم كما فعلت في الماضي القريب، وبالتالي فإن محاولات واشنطن لاحتواء نمو الصين وتنميتها محكوم عليها بالفشل، وقال إن الجانب الأمريكي هو الذي سيتعين عليه التنازل عن الأرض لصالح الصين، وإلا سيجد نفسه في نهاية المطاف أكثر عزلة من أي وقت مضى.
باختصار عندما تتم إضافة جميع النفقات المقترحة على عمليات الإنقاذ والبرامج المحلية في ظل كل من ترامب وبايدن وتمديدها على مدى عشر سنوات، فإنها تصل إلى ما ستنفقه الولايات المتحدة على ميزانيتها العسكرية في نفس الفترة الزمنية.
وأضاف إيتلر: “بما أن الولايات المتحدة لا تظهر أي علامات على التراجع عن سياساتها الخارجية العدوانية، فقد عاد الديمقراطيون إلى الترياقين لعلاج أمراض البلاد التي جربوها في الماضي، وهما “الضرائب والإنفاق” و”البنادق والزبدة “.
المصدر press tv