بدأ الصيف وبدأ معه الموسم السياحي بشجونه ومعضلاته التي لم يتمكن أحد من حلها منذ سنوات وسنوات على الرغم من كل الاجتماعات والتحليلات والدراسات وسواها من المترادفات التي لا تسمن ولا تغني من جوع..
حتى اليوم ما زالت مشاكل اللاذقية هي هي في الموسم السياحي، وما زالت الحلول غائبة عن تلك المحافظة، أما الجديد في المسألة منذ سنتين وحتى اليوم فهو المحروقات اللازمة للوصول إلى تلك المحافظة والانتقال ضمنها، إذ لا تكفي الكمية المخصصة للمواطن لأبعد من الوصول إلى المحافظة والبقاء حيث أوصله آخر ليتر لديه، في وقت تعتمد فيه السياحة في تلك المحافظة على التنقل بين البحر والجبل وسواها من مكونات الطبيعة.
المشكلة أن النظرة للسياحة حتى اليوم تقوم على أنها ناحية غير أساسية، وإن سلمنا جدلاً بصحة هذه النظرة -على الرغم من خطئها- إلا أنها حياة بالنسبة للكثيرين من أبناء اللاذقية الذين ينتظرون الموسم السياحي لتحقيق عائد يمكنهم من مواجهة بقية أشهر السنة في ظل تراجع القدرة الشرائية للمواطن وموجات الغلاء التي تجتاح الأسواق والمجتمعات المحلية في المحافظات دون أدنى وجود للتموين فيها..!!
لعل الأمر يستلزم ليس إيجاد الحلول انطلاقاً من الواقع الورقي الذي يتم تداوله في الاجتماعات (هذا إن اقتنعنا بفرضية أن اجتماعات تخصص لهذه الغاية) بل يستوجب إعادة تقييم كامل لواقع المحافظة انطلاقاً من كونها تعيش بشكل أساسي على السياحة، ناهيك بمحاولة ايجاد مناخات خدمية ملائمة لما يسمى في كل دول العالم سياحة الشتاء..
الزراعة في محافظة اللاذقية لم تعد مغرية إن كانت أصلاً مجدية وموسمها الرئيسي -الحمضيات- لم يعد من بنود الدرجة الأولى على جداول أعمال الاجتماعات بل أضحى متراجعاً بنسبة كبيرة أمام معضلات أخرى تنتظر بدورها التراجع أمام ما يستجد من معضلات، وبالتالي فإن واقع الحال يفرض سبر واقع المجتمع المحلي فيها ووضع خطة اقتصادية عاجلة بميزانية استثنائية (ضمن خطة وميزانية إعادة الإعمار) للنهوض بالمحافظة التي غابت عنها الخطط المحكمة خلال السنوات الماضية، ومشاريع سفلتة الشوارع في ذروة ما يفترض أنه الموسم السياحي، وأخيراً الحرائق..!!
الكنز- مازن جلال خيربك