لايمكن إحصاء عدد الألحان والأغاني التي تحدثت عن مكانة فلسطين في قلوب العرب، ويمكن اعتبار أغنية (فلسطين ـ اخي جاوز الظالمون المدى) كلمات علي محمود طه ، أحد أهم ألحان محمد عبد الوهاب، وعمر هذه الأغنية من عمر النكبة، حيث ولدت وبثت على الجماهير العربية عام 1948 وعرفت شهرة كبيرة وانتشاراً واسعاً .
ولقد لحن فريد الأطرش وغنى بصوته أغنيات كثيرة عبرت عن التزامه بالقضية الفلسطينية، من ضمنها ( وردة من دمنا ) شعر الأخطل الصغير، ويذكر أنه كان قد لحن هذه الأغنية لأم كلثوم، وبأن التاريخ بات ينصفه، بعد أن أصبح الموسيقار العربي الأكثر انتشارا في الشرق والغرب، وغناء أم كلثوم له لم يكن سيقدم أو يؤخر في عبقريته الفذة. وكان فريد الأطرش قد لحن وغنى أيضاً( إن للباطل جولة ) إثر نكسة حزيران ، وكان يردد في أحاديثه التلفزيونية، بأن أنبل الأغاني هي الوطنية والقومية، هو المعروف بأغانية الوجدانية المشحونة بالشاعرية والرومانسية والعاطفة الفياضة .
وفي نهاية الستينيات غنت أم كلثوم لفلسطين (أصبح عندي الآن بندقية) من كلمات نزار قباني، وألحان محمد عبد الوهاب ، ولقد عثرنا على تسجيل نادر لها على “اليوتيوب” بأداء مشترك بين عبد الوهاب وبينها. كما يوجد تسجيل آخر لها على “اليوتيوب” بصوت عبد الوهاب .
ولايمكن الحديث عن أغاني القدس دون الإشارة إلى أغنية (زهرة المدائن) التي أدتها فيروز في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي، وهي من كلمات وألحان الأخوين رحباني، كما قدمت فيروز لهما أغنية (القدس العتيقة) . وغنى فهد بلان في نهاية الستينيات (للمسجد الأقصى) من كلمات محسن الخياط وألحان محمود الشريف . وقدمت سعاد محمد (ياقدس) من كلمات محمود حسن إسماعيل وألحان رياض السنباطي ، والأغنية أعقبت نكسة حزيران .وهذا غيض من فيض الألحان والأغاني التي عبرت عن مكانة فلسطين والقدس وكل الأماكن المحتلة الباقية بين القلب والذاكرة .
رؤية ـ أديب مخزوم