لم تكن سنوات الحرب العجاف لتمر على السوريين من دون أن تترك أثرها في نفوسهم، فقد كانت مرحلة فارقة، ووضعتهم أمام مواجهات لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، من تكالب للدول الإرهابية عليها من كل حدب وصوب، تعيث في البلاد الخراب” قتلاً، تدميراً، ونهباً للخيرات..”، ولم تكتف بل تمادت إلى اختراق مقدساتنا وتاريخنا وحضارتنا، في محاولة يائسة لتفكيك عرى ترابط الشعب السوري وتلاحمه، وثنيه عن ثوابته وقيمه، ولكن هيهات ..هيهات.
هذه التجربة القاسية دفعت بأهلنا في سورية للتماسك والتلاحم لمواجهة أعتى أنواع الاستعمار، فكانوا الفرسان في ميادين القتال، كما كانوا الفرسان في ميادين العمل، ليكتبوا في سفر المرحلة أسمى معاني التضحية والوفاء، واستطاعوا بصمودهم وتضحياتهم أن يكونوا أسياد الأرض كما عهدناهم دائماً.
واليوم، ونحن على أبواب الاستحقاق الرئاسي، يستعد الشعب السوري ليقول كلمته، فهو الوحيد صاحب الحق في تقرير مصيره واختيار من سيكون ربانه في قيادة البلاد نحو المستقبل المشرق، وهو يعي بعد تجربته في الحرب الظالمة، أن إرادته هي العليا والاحتلال لابد إلى” قاع التاريخ” ولا أحد يستطيع أن يوجه بوصلته إلى غير الوجهة التي يسعى إليها.
ومن وعيهم للتحديات والمخاطر التي تواجههم، ينطلق السوريون في البلد الأم وفي أصقاع الأرض كافة إلى الالتزام بدورهم والتوجه إلى صناديق الاقتراع لممارسة حقهم بكفاءة ووطنية تأكيداً على انتمائهم، ووفاء لدماء الشهداء الذين مابخلوا بأرواحهم في سبيل تحقيق النصر وتعزيز سيادة البلاد وحريتها.
وفي جردة إحصائية سريعة في أرجاء البلاد وعلى صعيد المؤسسات كافة، الحكومية منها والخاصة وحتى المجتمع المدني، لابد سنلحظ هذا الحراك الإنمائي لإعادة البناء من جديد، مايؤكد في كل يوم تمسك الشعب في سورية بأرضه، وأن الأزمات والمحن تعيد صقل نفوسهم لتبدأ من جديد بعزيمة واقتدار، مجددين العهد على المضي قدماً، وما إصراره على خوض الانتخابات الرئاسية في موعدها، إلا طعنة في قلوب الإرهابيين، وتأكيد على أن إرادة الشعب الحر لاتقهر.
الاستحقاق الرئاسي التزام وطني بامتياز .. فلنبادر..
رؤية- فاتن دعبول