مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي المقرر في ٢٦ من هذا الشهر ومع انطلاق الحملات الانتخابية تزداد حماسة السوريين ورغبتهم في المشاركة الواسعة والفاعلة في هذا الاستحقاق الوطني، حيث يعبرون كل بطريقته عن أهمية هذا الحدث ورمزيته ودلالته وضرورة المشاركة الكثيفة بعد عشر سنوات ونيف من الحرب العدوانية، حيث يكون لهذه المشاركة طعم خاص ومعنى آخر، وتصبح حالة وطنية مسؤولة ملحة أكثر من أي وقت مضى يبرهن من خلالها السوريون أكثر فأكثر عن عمق انتمائهم وتمسكهم بوطنهم وسيادتهم وكرامتهم.
ومع انطلاق الحملات الانتخابية يدرك أبناء الوطن أن هناك مرحلة متجددة قادمة عنوانها العمل والبناء والتنمية.
العمل لبناء الوطن وحشد جميع الطاقات على مختلف الصعد والمستويات لأن يكون أجمل وأحلى وأقوى وكل من موقعه وإمكاناته، والمطلوب بل والواجب الوطني والأخلاقي أن تتحول سورية إلى ورشة عمل متكاملة وخلية نحل يتحقق من خلالها النمو الاقتصادي والازدهار عبر زيادة الإنتاج في جميع مواقع العمل واستثمار كل شبر من الأرض وإعطاء الكفاءات فرصاً أوسع، وإطلاق المبادرات والمشاريع، وكل ما من شأنه أن يوسع مروحة العمل، ويزيد الإنتاج على امتداد الجغرافية الوطنية.
العمل المنتج يخلق البيئة المناسبة التي تدفع باتجاه المنافسة الوطنية الخلاقة للعطاء، وبالتالي يتعاظم الطموح الذي ننشده ونتمناه.
الأمل الذي يصبح حقيقة ساطعة، وليس مجرد أمنيات ورغبات لأنه اقترن بالعمل الذي نحن بعد هذه الظروف والأوضاع بأمس الحاجة إليه بل عبره ومن خلاله نعيد ما دمرته الحرب، وبناء ما خربه الإرهاب وترسيخ مفهوم الدولة والمواطنة لنصبح أكثر قوة.
فإذا كانت مقولة: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان واقعاً وحقيقة فإنه بالمثابرة والاجتهاد تحيا الأمم والشعوب، وتزدهر الأوطان وتغدو الإنسانية أكثر نبلاً وجمالاً.. وليكن الـ ٢٦ من أيار الجاري بداية لغد مشرق يتجدد باستمرار.
حديث الناس- هزاع عساف