أمومةُ القُدس

الملحق الثقافي:نمر سعدي *

«في القدس يحملني هواءُ الأنبياءِ
تشقُّني الرؤيا إلى نهرين
نفسي لا تراودني عن الأشياءِ»
هكذا بدأتُ قصيدتي القديمة، الجديدة، المتجدِّدة، التي سأنقلُ فكرتها بتعديلٍ شعريٍّ طفيف، وأكسرُ تفعيلتها عن قصدٍ وسبق إصرار، كي أتخفَّف من حمولتها النوستالجية الفائضة عن الحاجة، لأن لا إيقاع يجب أن يتعالى الآن، سوى إيقاعُ القدس وأبنائها البررة…
في القدسِ أسألُ مرَّةً أخرى:
القدسُ أرضٌ أم سماءٌ من رخامٍ ساجد لله؟!
من حولي ملائكةٌ وحورٌ في الفضاءِ يسبِّحون
ومن حولي زبانيةٌ يعرُّون الأساطير الجديدةَ من هواءِ الذكريات..
هنا لأوَّل مرَّة يبكي صلاح الدين فيَّ
أمامَ مجدِ الله محنيَّ الجبينِ يشدُّهُ شوقٌ..
في القدس أعرفُ من أنا ملءَ المكان وما أريدْ
في القدس يملأني الهواءُ بما أريدْ
كلَّما تذكرتُ هذه القصيدة القديمة تسلَّلَ هواء القدس النقي إلى ذاكرتي وإلى قصيدتي ورئتيَّ.. في باحةِ الأقصى يتواجد أنظف هواء في الكون.. هواءٌ مشبَّع بعطر الزيتون وبحدائق علويَّة..
ما هيَ قصتي مع هواء القدس؟! حتى يكون تركيزي الشعريّ عليه قويَّاً، ويصعبُ عليَّ نسيانه، حتى بعد عشرين عام وأكثر..
القدس أمٌّ رؤوم، تسبحُ أرواحنا في مدار أمومتها البيضاء.. أمٌّ من عبقِ أشجار الزيتون، أو هي جزءٌ لا يتجزَّاُ من وصيَّة أم.. المدينة التي تعجُ بخضرةِ روحها، والمزدانة بغيومٍ زرقاء كشرائط في فستان عروس.. نذهبُ إليها كلَّما اشتدَّ شوقنا إلى السماء، كأنَّ الله أقربُ إليها من بقيَّةِ الأرضِ، ثمَّةَ حنينٌ لشيء ما يرتطمُ بقلوبنا أنَّى توَّجهنا.. ثمَّة أنبياءٌ غيرُ مرئيِّين يسيرون في الطرقاتِ ويطرحونَ السلامَ على العابرين، وخروجٌ من هذا الوقتِ إلى وقتٍ آخر، أكثر جمالاً واتِّساعاً.. ثمَّةَ كلُّ ما يحنُّ إليهِ شاعرٌ وعاشقٌ وقدِّيسٌ ومجهولٌ.. هواءٌ ناصعٌ.. أحجارٌ معجونةٌ بدمِ البشرِ الغابرين.. أقمارٌ مائية على الأرض.. ترابٌ مجبولٌ بهالاتِ الضوء.. أشجارٌ حانيةٌ.. كلُّ شيء تقريباً، وشوقٌ مضاعفٌ للسماء.
كلُّ الدروبِ التي في القلوبِ ستفضي إليكِ
وكلُّ القصائدِ.. كلُّ النجومِ التي من ندى العشبِ
كلُّ الغيومِ التي من صدى الحبِّ
نبضُ النهاراتِ.. ومضُ الليالي
سماءُ البنفسجِ أو عبقُ التوتِ
بحرُ الدخانِ الذي فاضَ عن شارعٍ وادعٍ
شوكُ ليلِ السياجِ الذي يحرسُ الوردَ والمستحيلْ
وصايا الحبيباتِ والأمَّهاتِ مخضَّبةً بدموعِ يديكِ
ومسكونة بصراخكِ أو بسماءِ الجليلْ
* شاعر من فلسطين

التاريخ: الثلاثاء18-5-2021

رقم العدد :1046

 

آخر الأخبار
سوريا: التوغل الإسرائيلي في بيت جن انتهاك واضح للقانون الدولي محافظ درعا يحاور الإعلاميين حول الواقع الخدمي والاحتياجات الضرورية جامعة إدلب تحتفل بتخريج "دفعة التحرير" من كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال وزارة الداخلية تُعلق على اقتحام الاحتلال لبيت جن: انتهاك للسيادة وتصعيد يهدد أمن المنطقة شريان طرطوس الحيوي.. بوابة سوريا الاستراتيجية عثمان لـ"الثورة": المزارع يقبض ثمن القمح وفق فاتورة تسعر بالدولار وتدفع بالليرة دور خدمي وعلاجي للعلوم الصحية يربط الجامعة بالمجتمع "التعليم العالي": جلسات تعويضية للطلاب للامتحانات العملية مكأفاة القمح.. ضمان للذهب الأصفر   مزارعون لـ"الثورة": تحفيز وتشجيع   وجاءت في الوقت المناسب ملايين السوريين في خطر..  نقص بالأمن الغذائي وارتفاع بتكاليف المعيشة وفجوة بين الدخول والاحتياجات من بوادر رفع العقوبات.. إبراهيم لـ"الثورة": انخفاض تكلفة الإنتاج الزراعي والحيواني وسط نمو مذهل للمصارف الإسلامية.. الكفة لمن ترجح..؟! استقطاب للزبائن وأريحية واسعة لجذب الودائع  إعادة افتتاح معبر البوكمال الحدودي مع العراق خلال أيام اجتماع تحضيري استعداداً للمؤتمر الدولي للاستثمار بدير الزور..  محور حيوي للتعافي وإعادة الإعمار الوط... حلم الأطفال ينهار تحت عبء أقساط التعليم بحلب  The New Arab : تنامي العلاقات الأمنية الخليجية الأميركية هل يؤثر على التفوق العسكري لإسرائيل؟ واشنطن تجلي بعض دبلوماسييها..هل تقود المفاوضات المتعثرة إلى حرب مع إيران؟ الدفاع التركية: هدفنا حماية وحدة أراضي سوريا والتعاون لمكافحة الإرهاب إيران.. بين التصعيد النووي والخوف من قبضة "كبح الزناد" وصول باخرة محملة بـ 8 آلاف طن قمح الى مرفأ طرطوس