الثورة أون لاين – غصون سليمان:
على أبواب التحدي خاض السوريون ويخوضون معركة البقاء، معركة الحضور من كل بوابات العبور، فالصور المتنوعة بتنوع جغرافية الوجود التي لا يمكن نكرانها أو إخفاءها.
سوريون شغلوا العالم بوعيهم وعمق انتمائهم، واختزلوا في الذاكرة الوطنية والعالمية الصورة الأنصع التي لا تقبل أي جدال أو تأويل.
شرايين بشرية قطعت آلاف الأميال المستوية والمتعرجة لتؤكد على الملأ العبارة الفخر ” أنا السوري”.
السوري الأصيل المنتمي التي حاولت جرافات القهر والحقد اقتلاعه من جذوره، وتضليله بمغريات لا حدود لها.
نسي الأعداء متعددو الوجوه والجنسيات، ان للتاريخ جذوته، وللحاضر قيامته، ومفاتيح المستقبل هي كل قلب سوري نابض بالأصالة والحنين والشوق.
كم ارتعشت أقلام الباطل وهي تزوٌر الحقيقة والحقائق للنسخة الأصلية لمعدن الإنسان السوري النبيل؟.
وكم أسعد حبر الصدق وهو يتوج قامات الوطن على اختلاف الجغرافية الوجودية؟.
ففي المعادل الوطني لا مكان للاختراق أو الانحراف ولو بأجزاء، ويجب ألا يكون أصلاً ولو بهمسة جوى نفس وعتاب داخلي.
فالمدخرات الكبرى من مشاعر وأحاسيس صادقة وثقافة منتمية هي كنز الوطن في ضمير المرء، درب الامتحان الأصعب. حيث اجتاز الشعب السوري عبر تاريخه وكفاحه الطويل اختبارات الخط الأول بفلسفة النجاح وملحمة الوطن.
إنها لغة الحب، وفي لغة الحب ثمة أطنان من الأرقام، كيف لا والمحتوى هو سورية. سورية التي غيرت وجه العالم، وتغير العالم من أجلها، في مؤشرات السياسة والاقتصاد والعسكرة والإنسانية.
وأخذ مسار المقاومة خطاً ودعماً جديداً لمنحنيات الصراع سواء مع الكيان المصطنع أم مع الدول والحكومات صاحبة المشروع الاستعماري. حيث تعمل مخابرها واستخباراتها ليل نهار لتقصي الحقائق عن سورية وحلفائها وأصدقائها، حيث الخرائط الوطنية الشائكة باتت عصية الفهم على رؤاهم وتحليلاتهم بعدما كتب السوريون والمقاومون بدمائهم وبسالتهم أناشيد من صميم الانتماء والعنفوان، وألحان من أوردة الكبرياء والشموخ.
لعلها المجرة السورية الأكثر توهجاً وألقاً ونصاعة رغم الاعتلاء على وسائل الحجب المفتعلة والمكررة من قبل فريق التضليل وأجهزة المتابعة ومنابر العهر.
سوريون عابرون من قلب الوطن إلى الوطن من جهات الكون الأربع. حقيقة ساطعة متوجة بكل صحوة ضمير لم يفارق ذاكرة الأصل والفصل.