الباحث الدكتور منذر سليمان للثورة: الانتخابات تجسيد لاحترام الدستور وتأكيد على الانتصار

الثورة أون لاين – مها محفوض محمد:

لعل الانتصار السياسي الأهم بعد عشر سنوات من الحرب الظالمة على سورية هو القيام بهذا الاستحقاق الرئاسي وإجراء الانتخابات في موعدها المقرر لتدل على أنها قرار سيادي ولم تتأثر بأي ضغوط خارجية وحملات إعلامية مضللة كبرى استهدفتها بكل ما تستطيع للطعن بشرعيتها حيث أثبتت الدولة السورية قوتها وأنها دولة مؤسسات تنفذ استحقاقاتها بمواعيدها. “وهذا بحد ذاته يشكل انتصاراً كبيراً وهو مقدمة للانتصار الأكبر في استعادة سورية لسيادتها على كافة أراضيها”.
يرى الباحث والإعلامي الدكتور منذر سليمان في حديث للثورة أن إجراء الانتخابات الرئاسية مؤشر واضح على إصرار سورية على التعافي وعلى احترام المؤسسات الدستورية على ضرورة إعادة البناء والإعمار، وعلى تثبيت الشرعية التي يشكك فيها الخارج وتأكيد أن الشرعية الأساسية تنطلق من الشعب السوري الذي يفوض رئيسه القادم عبر الانتخابات التي تشكل استفتاء على سياساته وإدارته لملف من أعقد الملفات التي لم تواجهها أي دولة في العالم، أي الحرب على الدولة السورية وعلى الشعب السوري، لذلك ستكون هذه الانتخابات إعادة التأكيد على الشرعية الشعبية التي تمثلها السياسة السورية، ورداً قاطعاً وحاسماً على كل محاولات التشكيك الخارجية حول طبيعة الحكم في سورية وطبيعة الدور لقيادتها.

29.jpg

أنا شخصياً كنت أزور دمشق وكانت اللقاءات تجري بعيداً عن الإعلام، وأجريت حوارات عديدة وتأكد لي أنه خلال إدارة هذه الأزمة الكبرى وهذه الحرب الكونية التي خيضت ضد سورية لو حصل جزء يسير مما حصل في أي بلد آخر من العالم لكان هناك إعلان حالة طوارئ واستمرار بدون أي اعتماد للمؤسسات الدستورية كوسيلة لاستمرار تأكيد كيفية التعبير الشعبي عن إرادته في الانتخابات سواءً أكانت الانتخابات برلمانية أم رئاسية.
إذاً التحدي الكبير يتجاوز كل الاعتبارات التي تسود خلال حرب من هذا النوع كونية وتكفيرية من الداخل والخارج واحتلالات من تركيا وأميركا ومساع انفصالية انقسامية من قبل “قسد” في الداخل السوري، وتكرار العدوان الإسرائيلي على السيادة السورية وعلى الشعب والجيش السوري، مع كل ذلك يتم الإصرار على إجراء الانتخابات وتأكيد أن سورية مستمرة في احترام المواعيد الدستورية والمؤسسات الدستورية، وهذا بحد ذاته يشكل انتصاراً كبيراً ومقدمة للانتصار الأكبر لاستعادة سورية لسيادتها على كافة أراضيها سواء التي يحتلها الكيان الإسرائيلي أم التي يحتلها الآن الأميركيون والأتراك.
في الحوارات التي جرت تأكد لي حرص سورية الشديد على التصاق القيادة بالشعب بالاستجابة لمطالبه والحرص على تقديم كل ما يمكن لتعزيز تقدم سورية، وحرصها على الدور القومي والريادي في دعم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ناهيك عن حرصها على الساحة اللبنانية والشعب اللبناني أيضاً والتزامها العميق بحق المقاومة إن كان في فلسطين أم في لبنان في مقاومة الاحتلال والعدوان الإسرائيلي.
لكن للأسف لا يتم التركيز على الدور السوري المفصلي في كل ما يجري من صمود للمقاومة في فلسطين أو لبنان، وهذا لا يقلل من أهمية الموقف القومي الأصيل الذي تجسده سورية عبر تقديم كل ما يمكن من دعم لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي والهيمنة الغربية والرفض المطلق لكل مشاريع السيطرة والهيمنة وكل الإغراءات التي كانت تقدم إقليمياً ودولياً لكي تلتحق سورية بركب المعسكر التطبيعي الذي نجد العديد من البلدان العربية تسير فيه، وهي نفس البلدان التي شنت الحرب على سورية وساهمت في إرسال الإرهابيين التكفيريين إلى سورية.
صحيح أنه لا تتم التغطية الإعلامية الوافية لهذا الدور وربما أيضاً هناك عدم اهتمام كافٍ في توضيح هذا الدور إعلامياً، ولكن ثمة حقيقة ساطعة بأن قدرة سورية على الصمود لم تكن لتستمر بدون قيادة شجاعة وصلبة ومبدئية مؤمنة بقدرة الشعب السوري والجيش السوري، والقدرة أيضاً على نسج التحالفات الضرورية وعدم التفريط بالحلفاء الذين قدموا العون لسورية.
وأوضح سليمان أن كل الضغوط وكل العقوبات والاعتداءات لم تنل من عزيمة السوريين، فقد استطاع الشعب السوري أن يصمد ويصبر على كل الصعوبات التي واجهته وهي لا شك صعوبات يمكن لأي دولة أخرى أن تنهار بسببها، وتصبح دولة فاشلة، لكن سورية استمرت دولة قادرة ومقتدرة ولا يزال الشعب والجيش السوري يقدمان التضحيات وهناك بالتأكيد وعد بأن يستمر الصمود وتستمر الإرادة بتحقيق الانتصار الكامل باستعادة السيادة السورية على كامل الأراضي وتوظيف هذا الدور السوري المحوري في تعزيز معسكر المقاومة وفي تحقيق التكامل العربي.

ورغم محاولات عزل سورية بقيت قلب العروبة وبقيت في قلب الموقف القومي العربي الصامد والأصيل، وهي أيضاً نقطة مركزية في نسج كيفية المواجهة الاقتصادية والسياسية والعسكرية فيما يتعلق في مواجهة العدوان والهيمنة الغربية، إن كان العدوان الإسرائي

لي أو الهيمنة الغربية، ولا بد من أن يكون هناك نسج لتحالفات وتفاهمات بين الدول المجاورة خاصة العراق وفلسطين ولبنان والأردن لكي يتمكن الجميع من مواجهة هذه الهجمة التي تتخذ أشكالاً مختلفة من العقوبات الاقتصادية إلى الاعتداءات العسكرية إلى العزل السياسي إلى نشر القوى التكفيرية الإرهابية التي تحاول تمزيق الدول وتحاول تحقيق الانقسامات وإبعاد الصراع عن حقيقته وجوهره الذي هو صراع لطرد الاحتلال الإسرائيلي الذي يشكل وكيلاً للأصيل الأميركي الذي يسعى للهيمنة على المنطقة.
وختم سليمان حديثه بتحية الشعب السوري والجيش العربي السوري البطل، متمنياً التقدم والنجاح للسوريين في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها كل من سورية والأمة العربية.

آخر الأخبار
تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة