هل يتعارض الذاتي بشرطه الموضوعي المقيد حالياً إلى أبعد الحدود، مع الظرف العام الذي أفضى بنا إلى دروب لصعوبتها نشعر كأننا لم نعشها يوماً…؟.
الحرب التي خضناها خلال السنوات العشر الأخيرة مختلفة، تقارب الخراب بشكل مرعب، ودروس التاريخ لا تقدم موعظة أو عبر بقدر ما تقودنا إلى حتمية الانتماء لأوطاننا، وإلا فإن مصيراً أسود لاريب فيه…وهنا يندمج الخاص بالعام خاصة حين يتعلق الأمر ببيئة نتنفس هواءها جميعاً..!.
رغم كل أردية الحرب المختلفة، وتضليل الدروب واختلال الوعي، وإدارة ظهورنا لدروس التاريخ …إلا أنها مضت وها نحن نفهم، بعد كل تلك الرشقات القاتلة على غزة….وكل تلك الاتفاقيات الموقعة بحبر أسود .. أنها كانت حرب الحق مع الباطل…
حرب إخضاع لشرور وشروط استعمارية تستغل تلك الشبكات العنكبوتية، الصيغ الفردية الذاتية وترمي سمها لشبان تقنعهم بتدمير بلدانهم، ولكن بعد أن مشينا درب الحرب كلها ووصلنا إلى هنا، كأننا ولدنا من جديد.
في لحظات كثيرة كنا على بعد خطوة أو أكثر من شظايا حرب كارثية كان هدفها التهام البلد وتصفية البشر، ووأد الأضواء مخافة أن تلمع ولو بعد عشرات السنين…ومع كل الخراب الذي زجونا به، نجونا.
ونحن نخوض الاستحقاق الرئاسي بعد كل هذا يصبح للحظة دلالتها التاريخية العميقة، وها قد حان الأوان لتصديرها بأسلوبنا، ونحن وسط كل تلك الدروب التي حاولوا إغلاقها…ولكننا عاركناها وقفزنا فوقها…، وانفلتنا نقرر مصيرنا…ونحيي انتماءنا الأزلي المخضب بروح وطنية لا تصدأ لنلقن كل من لم يراهن على شعب حي الدرس الأبلغ.
حين ترى تلك الحشود المندفعة أياً كان مكانها، لا تستغرب، بل شيء ما في داخلك يحرضك على العناد والتحدي…معاندة كل تلك الأيدي التي عبثت وامتدت إلى وطن كان يمكن له أن يعانق السماء لو أنهم لم يتكاتفوا ليعبثوا بانتماء أبنائه، وبجغرافية كانت ولا زالت مستودع خيرات لا ينضب.
أينما وجد… الشعب السوري يدهش كل من راهنوا على كسره..يقول رسالته بإصرار ويمضي، لا وقت يهدره، الإعمار آت…والوجع سيختنق لامحالة.
رؤية- سعاد زاهر