أجمل التاريخ كان غداً

الثورة أون لاين – ديب علي حسن:

بين الجراح وجباه الوطن مسافة عرس شهيد, بين ما كان وسيكون آلاف الشهداء, بين لثغة طفل ينادي أباه وهو في موكب الصعود الأخير إلى حيث النور الأبدي, بينهما حلم ووعد وساعات صبر, بينهما وطن اسمه سورية, بين أم صابرة أكل الدهر من يديها وهي تفتت الصخر لتطعم أبناءها قمحاً لفحته شمس الأصالة, بينهما وبين اليوم والغد حكايا قهر وعذاب, عرفتها وذاقتها ممن يدعون انهم أحرار, يدعون أنهم سلميون, وكان ما كان.
هي أمّ سورية, لا يهم من أينما كانت, هي تلك السيدة التي أعرفها في الرقة, وتلك السيدة التي من حوران , أو السويداء, من الساحل أو الداخل, هي أمي وأمك، أم السوريين جميعاً, هي تلك الأم من مصياف التي أودعت تراب الوطن ستة شهداء.

a2.jpg

هي جارتنا التي غرست في حنايا الجبال والسهول ثلاثة من أبنائها, وكانت تقول: أخجل من شجرة التين التي تسائلني عنهم, لكنني قلت لها: إنهم عائدون إليك, سيعود ابني الذي ارتقى في القنيطرة, والذي لحق به في غابات الزيتون في إدلب, والثالث الذي مضى بمكان آخر .. عائدون إليك قطرات مطر تحملها غيمة في يوم قائظ, عائدون إلى كل شجرة تين وزيتون, وأليست أشجار بلادي كلها أخوات؟

غداً, وكل غد, ليس وليد يومه, ولا ساعاته, إنما الغرس الذي أينع أسطورة السوريين كانت مذ كان التاريخ, مذا لونوا هذا الكون بما أنجزوه, لا تقل لي: حضارات المال والأعمال وناطحات السحاب مهما علا البنيان وارتفع, فرؤوس السوريين أعلى وأغلى, منارات أينما كانت وحلت, ليس شعراً ولا إنشاء, إنما حقيقة يجب أن تبقى كتاباً أبد الدهر , بل يجب أن تحفر سطوراً في العقول والقلوب..
أيها السوري الشامخ: كفانا تواضعاً, لن نصاب بالغرور, ولن نحقد على أحد, لأننا ببساطة أقوياء, نشفق على العابرين على الإمعات وقد ألقيت على مزابل التاريخ..
أيها السوري: جرحك جرحي, دمي دمك, ألمي ألمك, كلنا في موكب اليقين سوريون نعرف أننا نرمى بكل الأحقاد من العدو الذي لا يعرف ضوء الشمس, نرمى لأننا يقين الكون, بوصلته قلبه, نبضه, ميزان عدالته, غيرنا كل ما ظن طغاة الأرض في الغرب أنه صار تاريخاً وحقيقة لا تزول.

a3.jpg

بطهر الدم و وعرق الجبين, ويقين النصر, ويداً تعاضد يداً نصنع التاريخ, والعالم شاهد, هذا يومنا, وكل يوم لنا, لن نساوم, ولن نتراجع, عيون من ارتقوا, ترنو إلينا, ومن بقوا على الثغور ينتظرون موكب اليقين, أمانة الوعد, لأننا سوريون, لأن منبت الشمس بيتنا, لأن القمح في حقولنا أبهى, وجبالنا وسهولنا يقين الأرض, نكتب أجمل التاريخ كان غداً, وكل يوم هو غد… فلنقل على مسمع الدهر كلمتنا, وليشمخ البناء: ها نحن نزين الدنيا, نلون الارض والسماء, ونكتب على جبين الدهر: خالدان في هذا الكون, شهداؤنا, وأرضنا, اليوم, غداً, بعد غد, نقول كلمتنا وصوتنا يخط كلمته بدم القلب ونور العين, وشغاف القلب, لأجلك سورية, نعم.

آخر الأخبار
"تقصي الحقائق" بأحداث السويداء تلتقي المهجّرين في مراكز الإيواء في إزرع علاقات اقتصادية مع روسيا في إطار تبادل المصالح واحترام السيادة الوطنية تعاون سوري – عُماني لتعزيز القدرات في إدارة الكوارث شراكة جديدة لتحديث التعليم وربط الشباب بسوق العمل زيارة الوفد الروسي.. محطة جديدة في العلاقات المتنامية بين دمشق وموسكو سوريا وروسيا تبحثان بناء شراكة قائمة على السيادة والمصالح المشتركة سوريا: الاعتداء الإسرائيلي على قطر تصعيد خطير وانتهاك سافر للقانون الدولي الشيباني: سوريا تفتح باب التعاون مع روسيا.. نوفاك: ندعم وحدة واستقرار سوريا استهداف قيادات حماس في الدوحة.. بين رسائل إسرائيل ومأزق المفاوضات "إدارة وتأهيل المواقع المحروقة للغابات" في طرطوس تحالف يعاد تشكيله.. زيارة نوفاك  لدمشق ملامح شراكة سورية –روسية  دمشق وموسكو  .. نحو بناء علاقات متوازنة تفكك إرث الماضي  بين إرث الفساد ومحاولات الترميم.. هل وصلت العدالة لمستحقي السكن البديل؟ حلب تفرض محظورات على بيع السجائر.. ومتخصصون يؤيدون القرار 1431 متقدماً لاختبار سبر المتفوقين في حماة أسواق حلب.. وجوه مرهقة تبحث عن الأرخص وسط نار الغلاء دمشق وموسكو.. إعادة ضبط الشراكة في زمن التحولات الإقليمية "اللباس والانطباع المهني".. لغة صامتة في بيئة العمل المغتربون.. رصيد اقتصادي لبناء مستقبل سوريا الأردن: القصف الإسرائيلي على سوريا تصعيد خطير وانتهاك للميثاق الأممي