استحقاقنا .. الثمرة والرافعة

افتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير – علي نصر الله:

 

تَفصلنا ساعاتٌ قليلةٌ عن مُجريات العملية الانتخابية المُتمثلة بالاستحقاق الدستوري السيادي – الانتخابات الرئاسية السورية 2021 – ذلك من بعد انتهاء الاستعدادات واتخاذ الخطوات الكَفيلة بإنجاحها في سياق آليات دستورية قانونية مُتتابعة، وذلك من بَعدِ أن رسمَ السوريون في الخارج والمُغتربات لوحةً وطنيةً ديمقراطيةً إذا كانت قد حَطّمت الروايات الكاذبة المُضلِّلِة التي حاولت قوى العدوان من خلالها تَشويه صورة سورية، فإنّ المشهدَ الذي سيَرسمه السوريون على امتداد الوطن، بالقرى والبلدات والمدن والمحافظات، في 26 أيار الجاري سيُقدم المَزيد من أدلة الإدانة لمنظومة العدوان، ويُؤكد صلابة إرادة السوريين في الدفاع والصمود والثَّبات.

مع كل الوضوح الذي اتسمت به صورة الانتخابات التي جَرت في السفارات والقنصليات السورية، أبقت أبواق التضليل على مُحاولات الاستهداف البائسة اليائسة، ربما لأنّ أحقاد مُشغّليها تتضاعف بهذه الأثناء التي تَتكشف فيها الكثير من الأكاذيب، وتُفتضح معها سياسات بأمِّها وأبيها التحقت بها دولٌ ودويلات، وربما لأنّ عواصم وحكومات باتت تتحسب لردود فعل شعبية حزبية برلمانية لديها تُقلّص مسافة أمانها وتتقدم باتجاه مُساءلتها ومُحاسبتها على الكثير من المواقف التي اتخذتها في اتجاه تَغذية الإرهاب ودعمه تحت عناوين ساقطة كاذبة تُمثل- بِعَينها- أدلةً إضافيةً على أنّ هذه الحكومات مُدانةٌ اليوم بارتكاب جرائم حرب وليس فقط بدعم وتسليح المُرتزقة والإرهابيين.

لوحةُ الانتخابات الرئاسية السورية في الخارج، والمَشهد الانتخابي الذي سيَرسمه السوريون في 26 أيار الجاري، في القراءة السياسية، والأبعاد الاستراتيجية لكل منهما، لا يُمكن لأحد أن يتجاهل الآثار التي ستَدَعَها تلك اللوحة في الرأي العام الدولي، وكذلك الأمر بما يتعلق بالمشهد الانتخابي الداخلي المُرتقب الذي ستَبقى مُرتسماته مُؤثرةً فاعلةً في تشكيل الرأي العام العالمي والمزاج الدولي على نحو مُختلف ومُغاير، بل على النَّقيض من كل ما اشتغلت عليه قوى العدوان وأرادته، وبَذلت من أجله مليارات الدولارات أنفقتها على تجنيد وتسليح الإرهابيين، وعلى تَسخير آلاف الأقلام والشاشات في أقذر عملية شراء للذمم عَرَفَها التاريخ!.

من المؤكد أنه مع حالة شراء الذمم الرخيصة من الأقلام والشاشات لا مساحة للحديث عن المهنية ومَواثيق الشرف، ومع حالة الكذب والنفاق والتضليل السياسي لا مكان للحديث عن المصداقية والموضوعية، ومع هاتين الحالتين بما تُجسدانه من واقع حال قوى العدوان وما هي عليه، لا يَستوي الحديث إلا عن مَقادير الهُراء والوهم التي تتكشف اليوم مع ما تَنطوي عليه من تَراكم خيبات ستتجاوز في المُحصلة ما يمكن تَوصيفه بالهزيمة لتُلامس قولاً واحداً السقوط بالمعنى الاستراتيجي.

بمُقابل سقوط مشاريع العدوان وهزيمة محوره ببنيته وبمكوناته وبالمُلتحقين به، تتجه سورية لتَثبيت الناجز مما حَققته على جميع المُستويات السياسية والعسكرية والتنموية، ومن نافل القول ربما أن يُقال الآن: إذا كانت دمشق القلعة الصامدة تُؤكد، بإنجاز استحقاقها الدستوري الانتخابي السيادي، قُدرتها واقتدارها على حماية استقلالها وقرارها السيادي، فإنها تُكرس اليوم بانتخاباتها التنافسية تَجربتها الديمقراطية، وبإرادة شعبها الحي المُقاوم تَعكس حالةً وطنيةً سياسيةً تَرد بها على منظومة العدوان، وبجدارة تُضيف نَصراً سياسياً إلى الناجز من انتصاراتها العسكرية التي تَستكملها بدحر المُحتلين وفلول المُرتزقة والإرهابيين.

لا شك في أنّ إنجاز الاستحقاق الانتخابي الرئاسي يُمثل من عَديد ما يُمثل – بمَعاني السيادة والاستقلال والقوّة – ثَمرة من غَلَّة ثمار الصمود الأسطوري الذي أظهرته سورية – شعباً وجيشاً وقيادةً – بمُواجهة محور الشر الصهيو أميركي، إلا أنه سيكون أيضاً الرافعة للنهوض بِجَبّه تَحديات المرحلة القادمة التي تَعِدُ بغدٍ مُشرق ومُستقبل مُزدهر؛ خَياراته وَطنية خالصة مَفتوحة آفاقها على قِطاف ثَرٍّ يُعمّق تجربة دولة المؤسسات، يُلبّي الطموحات والرغبات، ويُحقق التطلعات برسم خطوطٍ بيانيّةٍ سياديةٍ سوريةٍ صاعدةٍ أبداً.

 

آخر الأخبار
إعزاز تحيي الذكرى السنوية لاستشهاد القائد عبد القادر الصالح  ولي العهد السعودي في واشنطن.. وترامب يخاطب الرئيس الشرع  أنامل سيدات حلب ترسم قصص النجاح   "تجارة ريف دمشق" تسعى لتعزيز تنافسية قطاع الأدوات الكهربائية آليات تسجيل وشروط قبول محدّثة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة  سوريا توقّع مذكرة تفاهم مع "اللجنة الدولية" في لاهاي  إجراء غير مسبوق.. "القرض الحسن" مشروع حكومي لدعم وتمويل زراعة القمح ملتقى سوري أردني لتكنولوجيا المعلومات في دمشق الوزير المصطفى يبحث مع السفير السعودي تطوير التعاون الإعلامي اجتماع سوري أردني لبناني مرتقب في عمّان لبحث الربط الكهربائي القطع الجائر للأشجار.. نزيف بيئي يهدد التوازن الطبيعي سوريا على طريق النمو.. مؤشرات واضحة للتعافي الاقتصادي العلاقات السورية – الصينية.. من حرير القوافل إلى دبلوماسية الإعمار بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها