على امتداد ساحات الوطن، يجدد السوريون تأكيد محبتهم وقدستيهم لتراب وطنهم، وغداًَ سيقولون كلمتهم الفصل، بأنهم أصحاب سيادة وقرار، وهم أكثر تصميماً على إنجاح استحقاقهم الدستوري لبناء مستقبل أفضل لسورية المتجددة، وبأن وطنهم العظيم يستحق منهم القيام بواجباتهم ومسؤولياتهم للسير به إلى بر الأمان، وهم قرروا المشاركة الفاعلة، والإقبال الكثيف على صناديق الاقتراع التي ستحتضن خيارهم الوطني، ليثبتوا للعالم مجدداً أنهم شعب حي مقاوم، سيختار الرئيس الذي يحافظ على قوة بلدهم، ويحصن استقلاله، ويعزز وحدتهم، ويستكمل مسيرة الانتصارات حتى تحرير كل شبر أرض ما زال يحتله الإرهابيون ورعاتهم.
الوفود البرلمانية القادمة من دول شقيقة وصديقة، لمواكبة عملية الانتخابات الرئاسية، ستشهد يوم غد على انتصار إرادة السوريين، وبأسهم في مواجهة التحديات والضغوطات الخارجية، وكيف يكون ردهم على سياسة الترهيب والوعيد التي تطلقها دول منظومة العدوان لتعطيل الانتخابات والتشكيك بنزاهتها، وعلى الحرب الإعلامية الغربية الهادفة لتزييف الحقائق وتشويه هذه الخطوة الوطنية، استكمالاً للمخطط الصهيو-أميركي الإجرامي الهادف إلى تفتيت الدولة السورية، وستوثق هذه الوفود مدى نزاهة العملية الانتخابية، ومناخات الحرية والديمقراطية الحقيقية القائمة على التعددية السياسية والحزبية التي يعيشها السوريون، فهذه الانتخابات تجري ضمن معايير الديمقراطية الحقيقية، وليس وفق مقاييس ومعايير الغرب الاستعماري، الذي يتشدق بها ليل نهار وهو الأسوأ في ممارستها وتطبيقها، ويتخذ منها مطية لمواصلة حربه الإرهابية على سورية وشعبها.
عشر سنوات متواصلة من الحرب الإرهابية، لم تترك خلالها قوى منظومة العدوان أي وسيلة إجرامية إلا واستخدمتها للنيل من إرادة السوريين وخيارهم المقاوم، وحتى اليوم لم تزل تراهن على أدواتها الإرهابية، وعلى إجراءاتها الاقتصادية القسرية الخارجة عن كل المعايير الإنسانية والأخلاقية، ولا تريد الاعتراف بفشلها المتراكم، أو الجنوح لتصحيح مسار سياساتها العدوانية، وإنما تواصل ممارسة نهجها الإرهابي لإنتاج مشهد سياسي أو ميداني على مقاس أجنداتها الاستعمارية، والسوريون ما زالوا يواجهون كل مخططاتها التدميرية، وقد صمدوا، وقدموا تضحيات جسام، وما زالوا متشبثين بقرارهم السيادي الحر، لعلمهم اليقين بأن ثمن المقاومة هو أقل بكثير من ثمن الاستسلام.
غداً سيوجه السوريون من خلال مشاركتهم الشعبية الواسعة، رسالة وطنية وسياسية لكل الدول المتآمرة، والمنخرطة في الحرب الإرهابية، بأنهم ماضون بحماية وطنهم ضد كل التهديدات الخارجية، ومستمرون بالوقوف إلى جانب جيشهم الباسل في حربة ضد الإرهاب حتى الوصول إلى النصر الكامل، وسيؤكدون لأميركا وأتباعها الأوروبيين والعثمانيين الجدد، بأن كل أسلحتهم الإرهابية والاقتصادية لن تستطيع كسر إرادتهم، فهم سينجزون استحقاقهم الرئاسي وفق موعده الدستوري، وهذا قرارهم السيادي الحر الذي استمدوه من تضحيات جيشهم البطل وانتصاراته المتلاحقة على قوى الإرهاب، وهم سيكونون أوفياء لدماء الشهداء الذين ضحوا بدمائهم الطاهرة لتبقى سورية عزيزة حرة مستقلة، ورايتها عالية خفاقة.
بقلم أمين التحرير ناصر منذر