غداً صباحاً يقرر السوريون خيارهم، غداً يؤكدون ترسيخ إرادتهم، غداً يتوّجون نصرهم المؤزر على الإرهاب وداعميه ومشغّليه، ويضعون إكليل غار على قمم قاسيون بمشاركتهم الكبيرة التي كانت مقدمات صورها من داخل سفاراتنا منذ أيام، والتي وقعت على رؤوس أقطاب العدوان كالصاعقة.
غداً يردون على كل سياسات التضليل الغربية، ومخططات الحصار الأميركية، وتطوي أصواتهم بيانات الانتداب الفرنسية، التي طوى السوريون الأوائل فجور سطورها أيام غورو والانتداب والاستعمار، ويطوون اليوم كلماتها وأجنداتها وأهدافها الخبيثة القادمة على لسان ما يسمى الناطق باسم الحكومة الفرنسية.
سيقولون لأقطاب العدوان ومنظومة الشر: إنكم فشلتم في كسر إرادتنا، وفشلتم في تغيير وجه الدولة السورية ودورها وحضورها، وفشلتم في مؤتمراتكم ومؤامراتكم، وفشلتم في منعنا من الوصول إلى سفاراتنا والإدلاء بأصواتنا والمشاركة في استحقاقنا الدستوري، وظهرت عوراتكم “الديمقراطية” على حقيقتها حين تاجرتم بمفاهيم حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية، وحين تاجرتم بمأساة اللاجئين والمهجرين، وحين سيّستم موضوع المساعدات الإنسانية والأسلحة الكيميائية، وغيرها الكثير.
سيقولون لهم: هاهي مشاريعكم للتجزئة والتفتيت والتقسيم و”الدعشنة” تذهب مع أحلامكم المقبورة على الأرض السورية، وسيقولون لهم: إن عدم اعترافكم بانتخاباتنا لا قيمة له في قواميسنا المقاومة، لأنها قانونية ودستورية وشرعية، فنحن صناع القوانين منذ فجر التاريخ، ونفاقكم السياسي الفريد الذي يحاول تشويه الحقيقة سيذهب أدراج الرياح.
سيقول السوريون، عبر أصواتهم التي سيدلون بها في صناديق الاقتراع، إننا نجحنا سياسياً، مثلما نجحنا في الميدان، ومثلما فزنا بالحرب الإعلامية، ومثلما حاصرنا حصاركم، ومثلما حافظنا على سيادتنا، ولم نسمح لأصحاب الرؤوس الصهيونية الحامية في واشنطن وبقية العواصم بمصادرة قرارنا المستقل.. سيقولون لرعاة الإرهاب كلمة الختام “انتصرنا”، وها نحن على دروب النهوض من تحت الرماد، نزيل ركام الإسمنت، ونزيل الركام المعنوي الذي خلفتموه في نفوس أبنائنا بإيماننا الكبير بعدالة قضيتنا وبثباتنا على مبادئنا.
البقعة الساخنة- بقلم مدير التحرير أحمد حمادة