أمام يقين وإيمان السوريين ببلدهم وتمسكهم بحقهم وواجبهم الوطني سقطت كل أنواع الرهانات التي راهن عليها الغرب ودعاة الديمقراطية والحرية، فتوافد الجموع البشرية على صناديق الانتخاب في الخارج وقدوم المواطنين السوريين من مسافات بعيدة للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، كانا أفصح وأبلغ رد من السوريين على المشككين والمراهنين وعلى الحملات المضللة من أعداء سورية الذين صدمتهم كثافة وحجم المشاركة التي عكست المسؤولية العالية وصدق الانتماء الوطني لأبناء سورية، ورفضهم جميع أشكال التدخل الأجنبي والحصار الاقتصادي المفروض على الشعب السوري، وتلاحمهم وتضامنهم مع بلدهم الذي واجه ولا يزال يواجه الكثير من التحديات والحصار، كما عكست إدراكهم الحقيقي لحجم المخططات و للحرب التي تستهدف سورية وشعبها ورموزها .
مشاركة أبناء سورية في دول الاغتراب ليست غريبة على سورية وشعبها الذي يمارس الديمقراطية ويعيشها منذ عقود، ولكن الغريب أن تقوم الدول الراعية للإرهاب مثل تركيا وألمانيا بمنع السوريين المقيمين لديها من التصويت، الأمر الذي يفضح حقيقة تلك الدول ويعري ادعاءاتها الكاذبة بممارستها للديمقراطية والحرية، ويؤكد أنهم كانوا شركاء حقيقيين في الحرب الإرهابية التي شنت على سورية، والتي استشهد خلالها الالآف وشردت الملايين من الأسر والعائلات ودفعت بقسم منهم إلى مخيمات اللجوء التي افتتحتها مسبقاً لهذا الغرض.
وجود صناديق للاقتراع خارج حدود الوطن هو أمر بالغ الأهمية لأن له مضامين ورسائل عديدة، من أهمها أن الناخبين قدموا بإرادتهم وهذا يعزز الديمقراطية وشرعية الانتخابات الرئاسية وشفافيتها ويعبر عن موقف المواطنين السوريين في المغتربات الداعم لحقوق سورية الدستورية وقراراتها السيادية، كما أن المشاركة في الانتخابات الرئاسية رسالة واضحة إلى الخارج مفادها بأن جميع المخططات الإرهابية التي استهدف سورية وشعبها فشلت.
الرسالة الأهم هي أن سورية مستمرة في إنجاز الاستحقاقات الدستورية بعزيمة وإرادة لا تنكسر لأن الشعب السوري لا تخيفه التحديات ولا ترهبه المؤامرات ولن يكون خياره إلا من قاوم وجابه الأعداء الذين تكالبوا على الوطن من كل حدب وصوب، والشعب السوري لا يرضى إلا بمن يقاوم ويمانع كل المشاريع الاستعمارية التقسيمية ويحافظ على وحدة الوطن واستقلاله وصناديق الاقتراع هي الحكم فهي أبلغ دليل على وحدة السوريين أينما كانوا .
الانتخابات الرئاسية نصر جديد تسطره سورية ويستكمله أبناؤها من خلال مشاركتهم الفاعلة في اختيارهم للمرشح الأنسب لقيادة سورية إلى بر الأمان ويعكس إصرارهم وعزيمتهم على إعادة بناء ما دمرته الحرب العدوانية ورفضهم أي نوع من أنواع التدخل الخارجي.
أروقة محلية- بسام زيود