الشعب السوري الذي علّم العالم الأبجدية الأولى يعلم العالم اليوم حب الوطن وعمق الانتماء عبر المشاركة الواسعة بالانتخابات واختيار المرشح الذي سيقود البلاد الى بر الأمان، فمنذ صباح هذا اليوم الأغر السادس والعشرين من أيار تدفق السوريون الذين يحق لهم الانتخاب الى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيسهم الذي يرون فيه الكفاءة لقيادة المرحلة المقبلة بكل ماتحمله من تحديات والقادر على إعادة إعمار سورية أفضل مما كانت عليه والقضاء على ماتبقى من الإرهابيين وطرد المحتلين.
الحشود الغفيرة للمواطنين السوريين أمام مراكز الاقتراع وحماسهم الظاهر لكل متابع لما يجري في هذه المراكز ليسا مفاجئين على الشعب السوري الذي يعتبر نفسه في معركة سياسية لاتقل أهمية عن المعركة ضد الإرهاب والإرهابيين، وهو بذلك يحقق نصراً سياسياً يستكمل فيه النصر والإنجازات في الميدان، وما سمعناه وشاهدناه خلال زيارتنا لعدد من المراكز الانتخابية يدعو للفخر والاعتزاز، حيث حضرت حشود المواطنين الى المراكز الانتخابية قبل الساعة السابعة وانتظرت لحين الوقت المحدد للبدء بالانتخاب، والأكثر من ذلك الرجال والنساء المتقدمون في العمر حضروا للإدلاء بأصواتهم واختيار المرشح المناسب، حيث قال أحدهم: صوتي لحماية سورية ومستقبل أولادي، كل ذلك يعكس مدى عمق الانتماء الوطني وعشق سورية المتجذر في ضمير ووجدان كل سوري شريف شرب من ماء سورية وأكل من خيراتها.
12 ألف مركز انتخابي يستقبل ملايين السوريين للإدلاء بأصواتهم، وصور الحشود تؤكد الوفاء لدم الشهداء ودفاعاً عن مستقبل سورية والتلاحم الشعبي في وجه منظومة العدوان، حيث الصورة تعبر أكثر من أي كلام عن إجماع السوريين على تحقيق النصر وصيانة السيادة والرد على البيان الأميركي الأوروبي وكيد الحاقدين الذين حاولوا عرقلة الاستحقاق الدستوري عبر التضليل وفبركة الأخبار الكاذبة، وبذلك يؤكد هذا الطوفان البشري الى مراكز الانتخابات والمشاركة الواسعة المنقطعة النظير أن الشعب السوري لايخضع للضغوط والإملاءات وهو من يختار رئيسه الذي يعبر عن تطلعاته في مستقبل زاهر وهو من يعطي الشرعية لهذه الانتخابات الدستورية بعيداً عن أي تدخل خارجي.
السادس والعشرون من أيار، وبهذا العرس الوطني الذي تعجز الكلمات عن وصفه، يشكل مرحلة مفصلية في تاريخ سورية وما بعده لن يكون كما قبله لأن سورية بقيادتها هي أقوى من أي وقت مضى، ونستطيع التأكيد أن الشعب السوري بوعيه الجمعي وباختياره الأمثل قد أفشل مخططات الأعداء وسجل نصراً سياسياً يحذوه الأمل بالوصول عبر الجد والعمل والتضحية والفداء إلى سورية الحديثة والقوية التي تحقق تطلعات كل سوري شريف وتتحطم على أسوارها أوهام وأحلام الغزاة والطامعين والعملاء والإرهابيين.
حدث وتعليق-محرزالعلي: