الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:
إن الشعب السوري يدرك جيداً أنه يجب عليه الاستمرار في تحدي العدوان الغربي حتى يتجنب الانهيار الذي لحق بأفغانستان والعراق وليبيا من قبل الأميركيين والمتواطئين معهم.
ناشط السلام الإيرلندي الدكتور ديكلان هايز يشرح مدى أهمية فوز الرئيس بشار الأسد بالانتخابات الرئاسية، وأهمية الدعم الشعبي القوي له، لأن الشعب السوري يعتبر هذا التحدي أفضل طريقة لصد الحرب التي يقودها الناتو بقيادة الولايات المتحدة ضده.
هُزمت الحرب العلنية والسرية لتغيير نظام الحكم السياسي في سورية، وتحديداً في ساحة المعركة على يد الجيش العربي السوري وحلفائه، ولا سيما روسيا، ويسود السلام في معظم أنحاء سورية الآن، ومع ذلك فإن الولايات المتحدة وأعداء سورية الأجانب يصعدون الحرب الاقتصادية من خلال العقوبات ونهب الموارد، الهدف هو “إبقاء سورية في حالة من عدم التوازن”، تتناسب مع الأجندة الغربية العدائية تجاه حكومتها بالتوازي مع الصورة الجيوسياسية الأكبر للولايات المتحدة وحلفائها الذين يحاولون زعزعة استقرار إيران وروسيا والصين.
الدكتور ديكلان هايز هو محاضر جامعي ايرلندي متقاعد سافر إلى سورية عدة مرات خلال فترة الحرب ووثق حقيقة العدوان الإرهابي الغربي السري، ونقض الرواية التي تقدمها وسائل الإعلام الغربية التي سعت إلى شيطنة الحكومة السورية وتصنيف المسلحين بشكل غير قانوني على أنهم “نشطاء مؤيدون للديمقراطية”، وكان المراقب الغربي الوحيد الذي كان حاضرًا عندما حرر الجيش العربي السوري مدينة معلولا القديمة من المسلحين المدعومين من الناتو في نيسان 2014، والتقى هانز العديد من رجال الدين الذين بينوا له حقيقة الحرب التي تدور في سورية، وكيف حاولت الحكومات الغربية إثارة الانقسامات الطائفية بين السكان السوريين.
ويضيف هانز: سورية في الواقع دولة متعددة الأحزاب، فيها مثلاً الحزب السوري القومي الاجتماعي (SSNP)، الذي قاتل أكثر من 12000 من منتسبيه، جنبًا إلى جنب مع الجيش العربي السوري ضد تنظيم (داعش) والإرهابيين الآخرين التابعين لحلف شمال الأطلسي، لذلك لدى الأحزاب حضور سياسي، وهناك أحزاب معارضة شرعية، ويفضلون إنقاذ بلدهم بدلاً من بيعه جزئياً إلى حلف الناتو.
وفيما يتعلق باستخفاف الحكومات الغربية ووسائل الإعلام بالانتخابات السورية باعتبارها ليست “حرة أو نزيهة ” يوضح هايز: لأن الحكومات الغربية ووسائل الإعلام لديها عادة الاستخفاف بانتخابات الدول التي تختلف معها، سواء أكانت في روسيا أم فنزويلا أم بوليفيا أم إيران أم لبنان أم سورية، فليس لديهم مصداقية في مثل هذه الأمور والشعب السوري يدرك جيداً النفاق الغربي.
وفيما يتعلق بالدعم الشعبي القوي الذي يحظى به الرئيس الأسد يقول هايز: “يرجع هذا الدعم إلى أن الشعب السوري ينظر إليه على أنه زعيم شجاع ومبدئي خلال السنوات العشر الأخيرة من الحرب، لقد كنت مراقباً في الانتخابات الرئاسية لعام 2014، وقد دهشت لرؤية الناخبين يصطفون في السادسة صباحاً في دمشق للتصويت، في وقت لاحق من ذلك اليوم، كنت في مدينة حمص القديمة، التي تم تحريرها من الإرهابيين، فعلى الرغم من الدمار الذي لحق بالمدينة جراء الحرب، إلا أن المجتمع المدني في حمص كان وراء محرريه بقوة، أي الجيش العربي السوري والرئيس بشار الأسد الذي يمثل أفضل مثال على تحديهم، ورغبتهم في العيش بسلام وبحرية.
في عام 2014 فاز الرئيس الأسد بأكثر من 88٪ من الأصوات الوطنية، على الرغم من أن السوريين عانوا بشكل لا يوصف نتيجة العقوبات الجنائية لحلف الناتو والحرب الظالمة التي يواصل الناتو شنها ضدهم، فلا خيار أمامهم سوى دعم رئيسهم وجيشهم حتى يستعيدوا حريتهم من حلف شمال الأطلسي وتوابعه، ويدرك السوريون أن المرشحين المفضلين لحلف الناتو ليسوا سوى مجموعة من الدمى والدجالين في أحسن الأحوال، مجرمي حرب خطرين في أسوأ الأحوال.. الشعب السوري يعرف كل هذا.
وفي رده على سؤال حول المصاعب الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الغربية وهل سيجعل الحرمان العام السوريين أكثر تحدياً للتدخل الخارجي في بلادهم؟ يقول هايز: ليس هناك شك في أن الناتو يتحمل المسؤولية الكاملة عن الدمار في سورية مثلما يتحملون المسؤولية عن الدمار في ليبيا والعراق، لدى السوريين خيار الوقوف وراء جيشهم، أو رؤية بلدهم يسقط في أيدي تجار الرقيق الذين يدعمهم ويساعدهم الناتو، ولذلك وقفوا مع جيشهم ورئيسهم.
وحول التقارير الموثوقة عن قيام القوات الأميركية بتشغيل قوافل من النفط والقمح المسروقين إلى العراق من الجزء الشرقي من سورية حيث يحتل الأميركيون، يقول هايز: لقد اعترف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بصراحة فيما يتعلق بالنفط السوري، ليس فقط سرقة إجرامية إمبريالية وقحة، بل هو استمرار لكيفية نهب تركيا لجميع الأراضي السورية التي سيطر عليها وكلاؤها الإرهابيون.
لم يسرق المسلحون المدعومون من تركيا مصانع بأكملها في حلب فحسب، بل اقتلعوا وسرقوا مسارات القطارات، وكما رأيت في بلدة كسب في اللاذقية، لقد سرقوا حتى لعب الأطفال والمقابض النحاسية للأبواب.. سرقوا كل شيء.
يضيف هايز: لأن الجيش السوري وحلفاءه الشجعان تمسكوا بالخط، فلن تكون هناك حرب شاملة.. بدلاً من ذلك سيكون هناك استمرار للعمليات منخفضة الكثافة، على غرار ما صاغه الجنرال “الأب الروحي” البريطاني سيئ السمعة، السير فرانك كيتسون، في عقيدة الحرب السرية، إلى جانب ذلك سيزيد التحريض على روسيا وإيران والصين من أجل إضعاف عزيمة حلفاء سورية.
بقلم: فينيان كننغهام
المصدر: Strategic Cultuer