الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
عند الشدائد والمواقف الحاسمة والمحطات المصيرية تظهر معادن الشعوب الحقيقية، وهو ما أظهره شعبنا السوري طيلة عشر سنوات من الحرب الإرهابية التي شنت ضد بلده، حيث انتصرت إرادته وصموده إلى جانب بسالة جيشنا وحكمة وشجاعة قيادتنا السياسية، لذلك فإن التأييد الساحق الذي حظي به السيد الرئيس بشار الأسد في الاستحقاق الرئاسي له الكثير من الدلالات والمعاني العميقة.
فالتحديات الكبيرة أمام وطننا والتطلعات والأهداف المنشودة لشعبنا تحتاج إلى قائد شجاع لديه الحنكة السياسية والخبرة والقدرة على التعامل مع الواقع الدولي والإقليمي المعقد ومحاكاة المستقبل لاستنباط معالمه واختيار أفضل البرامج التي تناسبه، قائد يعي كل نقاط القوة لدى شعبه ويستطيع أن يصوغ بالاعتماد عليها أنجع الخطط التي تشكل رافعة للتطور والتقدم وتجاوز آثار الحرب، وذلك بما يحرر ويعزز القوة الكامنة للشعب التي تظهر عادة في المفاصل والانعطافات الحاسمة، بعد أن تستفزها التحديات الوطنية الكبرى.
تلك القوة الكامنة هي التي أشار إليها السيد الرئيس بشار الأسد في كلمة الشكر التاريخية التي وجهها بالأمس لأبناء شعبنا على اختيارهم له رئيساً للبلاد في المرحلة الدستورية القادمة، هو شرف عظيم لا يرقى إليه سوى شرف الانتماء لهذا الشعب.. فالانتماء ليس بالهوية فقط، وإنما بالتطلعاتِ والأفكار والقيمِ والعادات والإرادة، الانتماء هو روحُ التحدي الموجودةِ لدى الشعب، والتي من دونها، لا يمكن لحامل المسؤوليةِ مواجهة التحديات وقهر الصعاب… ومن دونها أيضاً لا يمكن لوطنٍ أنهكته الحرب والإرهاب والضغوط والحصار القيامُ أو النهوض بعد ذلك.
إنها القوةُ الكامنةُ لدى الشعب السوري والتي ظهرت وتظهر بشكلها الجلي في المفاصل الكبرى، والتي تستفزُها التحديات، وتحولها إرادة السوريين إلى عمل وإنجاز، إنها الطاقة الجبارة التي تمد الوطن بالقوة، وتؤهله للفوز والانتصار.
إن هذه الروح المقاتلة التي وصفها السيد الرئيس، ستمكن سورية من هزيمة كل أعدائها مهما كثُرت النزالات، واشتدت الخطوب، هذه الروح هي ما نحتاجه للمرحلة القادمة، وهي مرحلة عمل مستمرٍ ومقاومةٍ وصمود، لكي نثبت لأعدائنا مرة أخرى أن محاربة شعبِنا بمتطلباته الأساسية وبلقمة عيشه، لا تزيده إلا تمسكاً بوطنه، وبكل ما يرمز إليه، وأن هذا الشعب عند الاستحقاقات والامتحانات الكبرى، دائماً ما يثبت أن الوطن يعلو ولا يعلى عليه.