بحروف من نور، سيكتب التاريخ هذه اللحظات الاستثنائية التي كانت جذوتها تضحيات ودماء السوريين وعزيمتهم على اجتراح الأمل من أعماق الألم.
انتصر السوريون الذين استحقوا بجدارة هذا الانتصار الكبير الذي زينته طموحاتهم وإصرارهم على الحياة وبناء حاضرهم ومستقبلهم.
مرحلة جديدة سوف يبدؤها شعبنا العظيم مع الربان الماهر الذي اختاروه ليقود سفينتهم إلى بر الأمان وسط أمواج الإرهاب والحقد العاتية والهائجة، مرحلة جديدة من العمل مع الرجل الأمين الذي كان وسيبقى مستأمناً على الماضي والحاضر والمستقبل، ووفياً لدماء وأرواح وتضحيات كل السوريين الذين يطمحون معه للنهوض بهذا الوطن الذي أنهكته الجراح التي خلفتها وحوش الإرهاب ودول الاحتلال والاستعمار التي ما تزال تفرض حصارها وعقوباتها على رغيف الخبز وحبة الدواء وحليب الأطفال.
ما حصل لم يكن انتصاراً للسوريين فحسب، بل كان انتصاراً للوطن، للتاريخ والحق، وانتصاراً لكل الأحرار والشرفاء في هذا العالم، لقد شكل بحق هذا الاستحقاق مرحلة فاصلة بين تاريخين، فما قبله ليس كما بعده، وعلى أعدائنا أن يفهموا ذلك جيداً، فالشعب الذي نزل عن بكرة أبيه إلى الساحات والشوارع ليعبر عن انتمائه ووفائه و فرحه الغامر بانتصار خياره وقراره الحر المستقل سيواصل مسيرة النهوض والبناء والاعمار، وبالتوازي لن يبرح مواقعه وخطوطه الأولى في الدفاع عن كرامة ووحدة وسيادة هذا الوطن وفي خندق واحد مع جيشه الباسل، الجيش العربي السوري، فالقلم والمعول بيد، والبندقية باليد الأخرى حتى تحرير الأرض من كل الإرهابيين والغزاة والطامعين الذين يجب أن يعلموا ويفهموا أن السوريين قد صنعوا فجرهم بإرادتهم صمودهم.
عين المجتمع- فردوس دياب