إلى العمل والإنتاج وبناء الصروح وإعادة الإعمار وتأهيل ما خربته الحرب العدوانية على بلادنا، عنوان عريض لمرحلة جديدة وصلنا إليها بعد سنوات من البذل والتضحيات والعطاءات المستمرة لأبناء الشعب السوري صمدوا خلالها وزاد صبرهم على الملمات والتحديات التي كانت أصعب من أن تتحملها الجبال.
العمل هو واجب ومسؤولية ومهام كبيرة، وتزداد أهميته ونحن على أعتاب مرحلة جديدة عنوانها الانتصار فالمنتصرون دائماً يختارون مستقبلهم ويسعون إليه، وعلينا جميعاً كل من موقعه أن يتمسك بهذا القرار الذي لا بد منه لننهض سوية ببلدنا ليكون لنا ما نأمله ولنحقق الأهداف التي من أجلها كانت التضحيات ولها بذلت الدماء رخيصة على مذبح الكرامة والحرية.
فالطالب والفلاح والعامل والمهندس والطبيب والمهني والحرفي والمنتج وغيرهم كل هؤلاء مطلوب منهم العمل، فالعلم عمل والإنتاج عمل والزراعة عمل والبناء عمل، وكل مناحي الحياة عمل، ولكي تتكامل الصورة يجب أن يؤدي الجميع مسؤولياتهم بكفاءة ونزاهة ومسؤولية لتعود عجلة الإنتاج للدوران بقوة، وتزداد المساحات المزروعة بالخيرات والغلال، ولتنهض البلاد بعقول أبنائها المبدعين وتسمو بإنتاجها.
ولأننا لا نزال نواجه آلة العدوان وسلوكها في الضغط على الشعب السوري بلقمة عيشه ومحاولة إخضاعه لشروطها القاسية، فإن خلاصنا الوحيد يكون بالعمل والإصرار على بذل الطاقات والجهود لزيادة حجم الإنتاج بكل أنواعه وأصنافه، لنتمكن من إفشال مساعي الدول المعادية التي لا تزال تشن حربها المسمومة على سورية مبتدعة في كل مرة شكلاً جديداً وأساليب مختلفة ظهرت آخرها بالحصار الاقتصادي وفرض العقوبات القسرية ومنع وصول الدواء والغذاء إلى الشعب السوري.
قد يكون الرهان صعباً لكن يمكن تذليل كل التحديات بالصبر والعمل والتعاون من قبل الجميع فمواجهة التحديات يحتاج إلى توحيد الجهود وبذل العطاءات والتحمل في الملمات للعبور نحو ضفة الأمان والاستقرار والازدهار المنشود.
على الملأ- محمود ديبو