الثورة أون لاين – حمص: رفاه الدروبي
بدأ الباحث والأديب معتز البرازي حديثه في محاضرة عنوانها “تاريخ شعراء المهجر نظرة على مجموعة من الشعراء الحمصيين” وقد قسم بحثه إلى جزأين.. مقدمة ومدخل، ولمحة موجزة وسريعة عن الأدب المهجري وسماته، والقسم الآخر يتحدث فيه حول بعض الشعراء متطرقاً لما قدمه الأديب والشاعر والمحقق والمؤلف الحمصي الدكتور غسان قمحية حول الأدب ذاته حيث قام بتأليف 9 كتب عن شعراء الحقبة ذاتها ومنهم حسني غراب، ونصر سمعان، وميشيل مغربي، وسلوى سلامة أطلس، وبدري فركوح، وصبري أندريه، وبترو الطرابلسي، وندرة حداد، وجميل حلوة، في مقر الجمعية التاريخية السورية بحمص.
الباحث الحموي عرَّف أدب المهجر بأنَّه عبارة عن أدب ضم الأدباء المهاجرين في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن الماضي، ويعتبر أدباً متميزاً نشأ في ظروف وبيئة مختلفين عن الظروف المعتادة من قبل الشعراء العرب على مر التاريخ بسبب خروجهم من رحم المعاناة، مبشرين بعصر الخصوبة، وقد حمل شعرهم في ثناياه معول الهدم رداً على سفاسف الماضي، وبنى صرحاً جديداً من الأدب الخلاق المتميز بصدق الشعور ونزعة التجديد والغيرة على حاضر الأمة ومستقبلها فتزودوا بأمرين مجتمعين هما الثقافة العربية الأصيلة والغربية.
مبيناً بأن قسماً منهم قصد أمريكا الشمالية و بلغ عددهم 150 أديباً يمثلهم جبران خليل جبران، وميخائيل نعمة، وإيليا أبو ماضي، وكان آخر من توفي الشاعر القروي عام 1980في بلدته بربارة اللبنانية وصاحب البيت الشهير حيث قال:
بنت العروبة هيئي كفني أنا عائد لأموت في وطني
أما بعضهم الآخر فقد قصدوا أمريكا الجنوبية، ومعظمهم من الحمصيين حصراً مدينة ومحافظة، وأحدهم نصر سمعان من مدينة القصير، وبلغ عددهم 30 شاعراً، لافتاً بأنهم عاشوا معاناة وكان لديهم حنين للوطن أكثر من الشماليين.
و تابع الباحث بالقول: بأنهم فتحوا باباً واسعاً في تجديد أغراض الشعر وقوافيه.
و أكد بأن شعرهم تميز بسمة جديدة عن الأدب العربي بخروجهم عن الإطار التقليدي، والتجديد بالوزن والقافية والمضمون والمعنى، لافتاً أنَّه رغم جمعهم في كتب ودواوين لكن عدداً لابأس به منهم لايزال متناثراً وغير مجموع أو مدروس، وبعدها قد ضاع في صفحات الكتب والمجلات المنتشرة هنا وهناك.
خاتماً حديثه بأن الأدب المهجري حمل قضايا الأمة بجزء منه، وفي الجزء الآخر عمد لحالة من التأمل في الكون والإنسان والحياة وما بينهما، وأكملوا طريقهم لصياغة أدب جميل لايزال الدارسون يتمتعون به، ويكتبون عنه، ويتغنون بجماله