بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
لم يتعلم رعاة الإرهاب في أميركا وعواصم الغرب التابعة لها من دروس فشلهم في الميدان السوري، ولا من العبر العميقة التي سطرها الفضاء السياسي السوري، ولهذا كله نراهم يواصلون هذيانهم ومخططاتهم وبياناتهم وجعجعاتهم ومحاضراتهم.
ولم تتعلم أدواتهم في منطقتنا من حكمة السوريين ومن دروس إرادتهم وعزيمتهم، فاستمرت الأدوات على سكة مشغليها كالعميان.
فكم من المسؤولين الأميركيين والغربيين ومن رجال استخباراتهم تسللوا إلى الأراضي السورية كاللصوص، ودبروا المؤامرات للسوريين لمحو مستقبلهم وخارطتهم ووحدتهم الوطنية، لكن مخططاتهم طارت في مهب الريح بسبب صمود هذا الشعب وإرادته القوية، ومع ذلك لم يتعلم المعتدون من الدروس، ولم يتعظوا من عبرها، وها هم اليوم يرسلون المزيد من موظفي خارجيتهم “الكبار” كما يسمونهم، دون أي تبصر بنتائج الخيبة والفشل المعروفة سلفاً لأي عاقل وحكيم.
وكم ضللوا العالم وكذبوا عليه حول أهدافهم “النبيلة” في سورية ولكنهم لم يتعظوا من دروس الفضائح التي طالت تلك الأهداف “الخبيثة” واستمروا بسياسات التضليل والكذب والدجل السياسي رغم أن العالم رآهم بالصوت والصورة وهم يقتلون الأبرياء، ويفتتون الخرائط، ويدعمون الانفصاليين والمتطرفين.
كم حاولوا تجميل احتلالهم وجرائمهم وسرقتهم بأوصاف ما أنزل الله بها من سلطان، فجمّلوا سرقتهم للنفط بما أسموه “حماية منشآته”، وجمّلوا احتلالهم للأرض بمزاعم “تحريرها” وجمّلوا قتل السوريين بمكافحة الإرهاب، وعندما فضحت مخططاتهم وذابت عنها مساحيق التجميل مع أول جريمة اقترفوها بحق السوريين، أخذتهم العزة بالإثم واستمروا بسياسات الاحتلال والتسلل والإرهاب ولم يتعظوا من كل دروس الحكمة والعبر السياسية التي خبرتها الشعوب، وها هي خطواتهم العدوانية وبياناتهم المضللة التي يعيدون استنساخها اليوم خير شاهد.