الثورة أون لاين – ثناء أبو دقن:
امتحان الشهادة الاعدادية ربما يعتبر المواجهة الأولى لأبنائنا الطلبة مع مواقف الحياة الصعبة، وهو أول اختبار حقيقي لنا لنعرف مدى قدرتنا على أننا كنا نزرع عندهم مبدأ الاستقلالية والاعتماد على الذات والمواجهة بمعزل عنا وخارج عباءتنا.
أيام طويلة مرت على أبنائنا وهم يسهرون ويحفظون ويتعاركون مع المواد في شد وجذب فتارة يقبلون بشغف على دراستها واخرى في نفور وفتور
ومابين خوف وقلق وانسجام وراحة تأرجحت أيامهم حتى وصلت لنقطة الصفر في هذه الأيام.
فموسم الامتحان حصاد شهور امتدت لتسعة ومسيرة اجتهاد وارادة وتصميم على النجاح والتفوق،
أو هي نتيجة للاهمال والتراخي والتسويف وتلاشي حس الجدً والمسؤولية وغياب العزيمة والقدرة على المتابعة والتحصيل.
النجاح هو بالمحصلة ارادة وعزيمة أساسها الطالب نفسه .
وفي هذا السياق سوف تروى قصص كثيرة ومثيرة لأولاد لم ينالوا شيئا من حظ الدنيا ..كما توفرت لغيرهم من فقدان الأب او غياب الأم والفقر وانعدام أبسط مقومات الحياة لكن البعض وضع هذه الظروف تحت قدميه وارتفع فوقها وتفوق.
هذه نور صبح واخوها ياسر الذي توفي والدهما والطفلة نور لم تتجاوز عمر السنة بينما ياسر مازال في ايامه الأولى جنيناً في بطن أمه ورغم زواج الأم لبلد آخر وبقاء الطفلين مع جدتهما التي لاتجيد القراءة والكتابة ، ذات القلب المتحجر، ومع ذلك ورغم كل الظرف الصعبة، تفوقا وتخرجا من كلية الطب .
النجاح إرادة وتصميم وشغف من الطالب أولا وكل ماعداه أشبه بالشريط الملون الذي يضم باقة الورد ، فلا هو أكثر منها جمالاً ولا غيابه ينقص من قيمتها.
السابق
التالي