لم يبق من معالم لندن السياسية سوى عقارب ساعة بيغ بن تلك التي باتت تضبط توقيت العالم الغربي على غفوة البيت الأبيض وصحوة بايدن وحمامه السياسي.. لا وزن يذكر لبريطانيا، حتى إنها خرجت من طبقات الثوب الأوروبي (بريكست) وتحاول الإمساك بطرف زي الكوبوي الأميركي، وخاصة فيما يخص الشرق الأوسط وتحديداً سورية، فنجدها تردد العقوبات كالببغاء وراء واشنطن وجاهزة للعدوان في اللحظة التي يقرر فيها ذلك بايدن ومن سبقوه..
بالأمس ارتفع الصوت البريطاني عن الطبقة المسموحة له أميركياً، ولكنه صراخ العتب والتخوف على مكانة واشنطن العالمية وأفول أحاديتها القطبية حيث خرج التقرير من مركز أبحاث بريطاني لينبه واشنطن أنها غامضة في المنطقة وعليها الابتعاد عن (الدبلوماسية الذكية) لسياسة وزير الخارجية بلينكن وتحديداً إذا ما كانت العين على الاستثمارات في سورية خلال إعادة الإعمار.. أو فرض مزيد من العقوبات على الشعب السوري لأنه صاحب سيادة وقرار..
اللافت في الذهنية السياسية البريطانية ليس أنها ترى السلوك الأميركي غامضاً مع أن كل العالم بات يعرف ذلك السلوك الإمبريالي بمخالبه الليبرالية المتوحشة ونيات الجالسين على المكتب البيضاوي تجاه سورية ومدى التبعية البريطانية للقرار السياسي في واشنطن.. اللافت أن لندن باتت متناقضة لدرجة أنها في الوقت الذي تطالب به بمعاقبة الشعب السوري أو سرقته من جديد تتهم الدوحة بتمويل الإخوان المسلمين وجبهة النصرة في سورية..
فإذا كانت الدعوى المقدمة للمحكمة العليا في بريطانيا تتهم قطر بتمويل النصرة والإرهاب في سورية ألا تستحي المملكة من المجاهرة بالعدوان والعقوبات على الشعب السوري الذي تقول بفمها السياسي والأوراق الموثقة إن ملايين الدولارات صرفها الإخوان المسلمون الذين يعيشون في ظل المملكة البريطانية وترعرعت حركاتهم الإجرامية في صالون باروناتها.. ألا تستحي المملكة من تاريخها أم أن المملكة وحكومتها جل اهتمامهم اليوم ينصب بعد أن أسرت واشنطن القرار البريطاني جل اهتمامهم ينصب في مسلسل زوجات الأمراء الجدد بعد أن شكل حادث قتل الأميرة ديانا (نهضة) في الدراما الملكية البريطانية.
البقعة الساخنة- عزة شتيوي