الثورة أون لاين- بقلم أمين التحرير- محمود ديبو
فيما يستمر الحديث عن أهمية دور الجمعيات الخيرية والأهلية في تقديم الدعم الاجتماعي للفئات المهمشة والفقيرة والمحتاجة نجد أن هناك تفاصيل تحتاج إلى مزيد من التدقيق للوصول إلى نتائج أفضل في هذا الاتجاه، خاصة مع ارتفاع أعداد الأسر التي تواجه ارتفاع مستوى المعيشة دون أن تمتلك أدوات المواجهة، ونقصد هنا الدخل الذي يمكنها من الثبات في هذه المواجهة.
إن تنظيم العمل الخيري الاجتماعي له من الفوائد الكثير بحيث يمتص نسبة مهمة من حالة الاحتياج والتي تشهدها معظم المجتمعات وخاصة في فترة ما بعد الحرب، حيث تتراجع الخدمات وتنقص الموارد وتقل فرص العمل ويتراجع الدخل، لكن بالمقابل وهذه مفارقة محسوسة، نجد أن الأسعار هي وحدها التي تستمر بالارتفاع، حيث وصلت إلى عتبات لا تتيح لهذه الشريحة من المجتمع أن تعيش عيشاً كريماً.
مرد القول هنا إن ما يشار إليه من حين لآخر حول أداء هذه الجمعية أو تلك يمكن أن يصيب لبّ الواقع لكن بنسب محدودة، لأن المعطيات على أرض الواقع لا تؤشر إلى أن هذه الأعمال تحقق الأهداف المرجوة، فمثلاً تكثر مشاهد بيع المواد الغذائية وغير الغذائية التي كانت بالأصل مخصصة لتوزيعها على الأسر المستحقة، وهذه نشاهدها على الأرصفة وفي كثير من الأماكن.
بالمقابل هناك مشهد يدلل على أن العمل الخيري لا يصل إلى مستحقيه بدليل تزايد عدد الأطفال واليافعين في الشوارع، بعضهم يتسول والبعض الآخر وجد من الأرصفة مسكناً له بعد أن تراجعت الأيادي التي من المفروض أن تمدّ لمثل هؤلاء.
وفي مثال يحمل معه تناقضات كثيرة، هناك عدد من الأطفال يتواجدون على أحد الأرصفة منذ أكثر من عام يمضون نهارهم متنقلين هنا وهناك ليعودوا ليلاً ليناموا في نفس المكان، لكن ما يدعو للاستغراب هو أن هؤلاء ينامون على بعد أمتار قليلة من بوابة إحدى تلك الجمعيات الخيرية التي تشهد يومياً وعلى مدى الأشهر الماضية توزيع مساعدات وإعانات مختلفة لأسر محتاجة.
هذا المشهد وغيره الكثير بات يتكرر وهو في ازدياد ملحوظ، ما يدفع باتجاه السؤال عن دور الجهات المعنية وكذلك عن أثر الأعمال التي تعلن عنها الجمعيات الخيرية من حين لآخر، لنقول إن هناك حالات تستدعي التدخل المباشر من تلك الجهات للتقليل ما أمكن من تلك الحالات وبالتالي تحقيق أهداف الجمعيات الخيرية في الوصول إلى المحتاجين الحقيقيين لمثل تلك الإعانات والمساعدات.
