معركة الوعي

افتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير – علي نصر الله:

من بعد إنجاز استحقاقنا الانتخابي الرئاسي السيادي بالصورة التي أذهلت العدو ومَنظومته المُمتدة، ربما بات من وجوب الواجب التوقف بجدية ومسؤولية عند أمرين اثنين، هما بالأهمية ذاتها، ولا تَستوي رؤية أحدهما مُنفصلاً عن الآخر، يَلتقيان بالضرورة على مُحددات واضحة، تَشرحها التحولات الحاصلة، أعمى من لم يَرها، ومُرتهن أحمق كل من يرفض الاعتراف بها.

الفوزُ الناجز الذي تحقق في انتخاباتنا الرئاسية، غنيٌّ عن القول إنه انتصار سياسي، يُضاف إلى سلسلة الانتصارات المُتحققة: في الميدان بدحر الإرهاب وتنظيماته، وفي الاستراتيجيا بإسقاط المشروع الصهيو – أميركي، وهذا يعني من جُملة ما يعني أنّ المعركة السياسية – الميدانية إذا كانت تُستكمل ولم تنته بعد، فإنّها بشكلها الحالي القائم كامتداد للسياسي والميداني، قد نجد لها بالتعريف مُسميات مُتعددة، لكنّها قولاً واحداً مهما تَعددت فلن تَنأى عن التوصيف الذي يَجعلها معركة وَعي، أو يُثبتها تحت اسم معركة الوَعي.

معركةُ الوَعي التي ينبغي أن يَلتحق بها الجميع بلا استثناءات، على امتداد الجغرافيا، وبما يَتخطى حدود الانتماءات، تَستمر على عدة جبهات، وتَحتدم على محاور مُختلفة، منها السياسي والقانوني، وأهمها ربما الثقافي والقيمي، على أنّ التنموي الاقتصادي له نصيب لا يُستهان به من كونه رافعة حقيقية تُقدِّم لامتلاك عناصر القوة بمواجهة الغزو بأشكاله وألوانه المتعددة.

أُريدَ بالحرب والعدوان والغزو والإرهاب والكذب والنفاق والتزوير ليس فقط إسقاط سورية الهامّة بدورها ومَكانتها ومَوقعيتها، وليس فقط مُحاولة تَمزيقها والمنطقة وفَدرلتهما بالتقسيم والتجزئة، بل أُريد تَسييد الكيان الإسرائيلي وتحقيق مشروع الهيمنة الصهيو – أطلسي، كي لا يقوم لأحد في المنطقة قائمة، فلا تَرتفع فيها هامة، ولا يكون فيها مَطرح لكرامة، فما الذي حصل؟

وَأَدَت سورية المشروع، وأَحبطت المُخطط، مَزّقتهما وانتصرت، وهي في طريقها مع أصدقائها وشركائها وحلفائها لكتابة صفحات أخرى لا تَطوي فقط ما حاولت واشنطن والمُلتحقين بها جَعله جُزءاً من صورة المنطقة وواقعها لحقبة طويلة ربما، بل تَخلق حالة أخرى إذا كان إخراج أميركا من المنطقة بات هدفاً واقعياً تُشير الوقائع لاقتراب تَحققه، فإنّ الهدف التالي والمُتلازم معه صار أقرب مما كان يُعتقد حسب الكثير من التقديرات .. انظروا بالانقسامات الحاصلة داخل الكيان الصهيوني.

بِمعزل عن العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدفَ القدس المُحتلة وغزة، ونتائجه التي تَحظى بالدراسة والتحقيق على مبدأ لجنة فينو غراد الشهيرة، فإنّ الاستعصاء السياسي الحكومي الذي أنتجته انتخابات الكنيست المُتكررة تَخطى حدود خلافات اليمين واليسار، يُلامس اليوم حالة الانهيار من بعد طُغيان لغة التّحريض والتهديد المُتبادلة بين زمر نتنياهو – ليبيد – بينيت، التي انخرطَ فيها كبار حاخامات الصهيونية، ما جعل رئيس جهاز الشاباك وآخرين يُحذرون مما هو أخطر من حصول اغتيالات سياسية بسبب الانقسامات غير المسبوقة التي تَرقى لتهديد الكيان الغاصب ووضعه أمام تحديات لم يَشهدها من قبل.

من فراغ نَشأت، وتَنشأ هذه الانقسامات الصهيونية الداخلية الحادّة والمَصيرية؟ أم إنها نتاج فشل ألحقته قوى المقاومة ومحورها بالمُخطط والمَشروع الذي تَدعمه أميركا والغرب وأنظمة العمالة والتطبيع؟

بالمُصادفة تَدور النقاشات الأميركية اليوم باتجاهات مُعاكسة تماماً لما كانت عليه بالأمس القريب؟ أم إنّ هذه النقاشات تجري بهذه الأثناء قسرياً على التوازي مع عملية البحث في الخيارات المَحدودة المُتاحة أمام واشنطن ومُعسكر التابعين لها؟ ذلك من بعد تَمزيق مشاريعها في الفتنة والفَدرلة، ومن بعد تَكسير أذرعها الإرهابية وفضح سياساتها وتعرية أدواتها.

إنّ مَعركة الوعي الجارية اليوم لا تَقودها سورية فقط، بل هي من حددَ مساراتها بدقة، وهي من نسجَ لوحتها باحتراف، وهي من أرسى دعائمها بقوّة، وهي من يُرتب بهذه الأثناء أولوياتها، البوصلة فيها فلسطين ليس سواها، المُقاومة فيها عنوانٌ لا مَركزية بعده لعنوان آخر، وحفظ الكرامة والهوية واستعادة الحقوق المُغتصبة ثوابت ومُقدمات لغد لا مَكان فيه لمُحتل وغاصب .. يَرونه بعيداً ونَراه قريباً.

آخر الأخبار
عودة 70 بالمئة من التغذية الكهربائية لمدينة جبلة وقفة تضامنية لأهالٍ من درعا البلد مع غزة "الصحة العالمية": النظام الصحي في غزة مدمر بالكامل  تعزيز استقرار الكهرباء في درعا لتشغيل محطات ضخ المياه الرئيس الشرع يصدر حزمة مراسيم.. تعيينات جديدة وإلغاء قرارات وإحداث مؤسسات  انتخابات مجلس الشعب محطة فارقة في مستقبل سوريا  مرسوم رئاسي باعتماد جامعة إدلب.. خطوة استراتيجية لتعزيز التعليم العالي   ترامب يمدد الطوارئ المتعلقة بسوريا لعام إضافي.. إبقاء العقوبات ومواصلة الضغط  الدوري الأوروبي.. خسارة مفاجئة لروما ونوتنغهام فوريست تكريم وزير التربية للطالب مازن فندي.. إنجاز فردي ورسالة وطنية  الوحدة يُودّع سلة الأندية العربية  فوز هومنتمن على الأهلي حلب في سلة الناشئين هالاند يُحطّم الأرقام مجدداً هل يتواجد ميسي في حفل زفاف كريستيانو وجورجينا؟ إحصائية كارثية لأموريم مع مانشستر يونايتد الشركة العامة للطرقات تبحث عن شراكات حقيقية داعمة نقص في الكتب المدرسية بدرعا.. وأعباء مادّيّة جديدة على الأهالي اهتمام إعلامي دولي بانتخابات مجلس الشعب السوري إطلاق المؤتمر العلمي الأول لمبادرة "طب الطوارئ السورية" الليرة تتراجع.. والذهب ينخفض