الثورة أون لاين – فؤاد مسعد:
(أرض الشمس) عمل مسرحي ميداني يُعرض في الهواء الطلق في السيدة زينب ويسلّط الضوء على الأحداث التاريخية الهامّة منذ بدء الخليقة وحتى اليوم، متضمناً مرحلتين تاريخيتين أساسيتين يجمع بينهما الصراعَ الأزليّ بين جبهتي الحق والباطل، وتبدأ المرحلة الأولى مع بدء وجود الإنسان على الأرض طارحاً قصص الأنبياء ، أما المرحلة الثانية فتحكي التاريخ المعاصر في سورية، بدءاً من طرد المحتل الفرنسي، والحديث عن معركة ميسلون بقيادة يوسف العظمة، إلى حرب تشرين التحريرية ضد العدو الإسرائيلي بقيادة القائد الخالد حافظ الأسد، وصولاً إلى الحرب على (داعش) وإعلان النصر بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد ، وانطلاق عملية إعادة إعمار سورية من جديد.. ويربط بين المرحلتين جسر موسيقي، يتضمن شعراً مُلحناً يسرد الكثير من البطولات والإنجازات التي تم تحقيقها منذ انتهاء المرحلة الأولى وحتى بدء المرحلة الثانية لينتقل الجمهور بشكل سلس بين المرحلتين ، ويُختتم العرض بقصيدة مُلحّنة تحكي عن سورية ما بعد الحرب متضمنة معاني الأمل والحياة والتفاؤل وتحمل دعوة للتمسك بتراب الوطن والمشاركة في إعادة الإعمار والحفاظ على البطولات والإنجازات التي حققها الأجداد ، وعدم الرضوخ لأيّ عدوّ يحاول النيل من الشموخ والكرامة .
يشكّل العرض المسرحي الميداني (أرض الشمس) قفزة نوعية من الناحية الفنيّة ويعتبر تجربة جديدة ومختلفة حيث استُخدِمت فيه العديد من التقنيات والمؤثرات البصرية بطريقة عصرية ليظهر وكأنه أقرب ليكون عرضاً مسرحياً سينمائياً فيشعر الجمهور أنه جزء من العرض ضمن إطار تفاعلي يعيش بشكل كامل جميع تفاصيله بما فيها المعارك التي تحاكي المعارك الحية الحقيقية ، حيث تم توظيف إمكانيات ضخمة لإعطاء رؤية بصرية مختلفة تحمل الكثير من الإبهار وعناصر الجذب والتشويق. والعرض المسرحي من إنتاج مؤسسة أوج للفنون بالتعاون مع مديرية المسارح والموسيقى ومؤسسة مهاد ميديا للإنتاج ، والمشاركة السورية فيه تتمثل بأشعار عبد الرحمن ناجي ، ألحان وتوزيع إيهاب مرادني ، صوت الراوي موفق الأحمد .
يُعرض العمل في الهواء الطلق مستقطباً جمهوراً كبيراً تواقاً لمشاهدة عمل مختلف يحمل الكثير من المضامين الإنسانية والوطنية ، وبسبب كثافة الحضور تم تمديده مبدئياً حتى الرابع عشر من الشهر الجاري ، وحول كثافة الحضور يقول فتحي نظام مدير مؤسسة مهاد ميديا : (بدأت التحضيرات في منطقة السيدة زينب منذ شهر ونصف تقريباً على مساحة واسعة من الأرض التي تم تجهيزها للعرض ، وبما أن المكان قريب من الناس شعر أهالي المنطقة أن هناك حدثاً كبيراً يتم التحضير له حتى أنهم كانوا يتابعون البروفات ، فانتشر خبر المسرحية في المنطقة حتى قبل العرض ، وفي البروفا الرئيسية التي من المفترض ألا يتواجد فيها جمهور حضرها ما يقارب ألف وخمسمئة شخص ، وخلال العروض وجدنا تفاعلاً كبيراً من الجمهور وهناك من حضرها أكثر من مرة ، حتى أن كثيرين أتوا من خارج المنطقة ، وبسبب الحضور الكبير تم تمديد العرض) ، أما المبدع موفق الأحمد فيتحدث عن تجربته في تقديم (الراوي) ومدى قدرة الصوت على نقل الإحساس إلى الجمهور ، يقول : يقودك النص في كل تفاصيل الحالة التي يفرضها عليك ، فعندما يكون محبوكاً بشكل جميل من المؤكد أنك ستؤدي بشكل جميل ، وعندما تخضع لأوامر الجملة وأحاسيسها ومشاعرها فمن المؤكد أنك ستُبدع . وكل إنسان يمتك سبع طبقات تتبع سبع عواطف وعندما تكتشف هذه المكامن الحسية والصوتية الموجودة في داخلك وتكتشف العواطف السبع ستتمتع بالطبقات الصوتية السبع ، وعندما تتحرك هذه الطبقات من خلال حس الجملة ستعطي ما هو مطلوب منك من النص.