الثورة أون لاين – حمص- رفاه الدروبي:
“زمن الأوائل” فيلم روائي درامي واقعي يعرض فيه رائد الفضاء أليكسي ليونف أحداثا جرت في منتصف ستينيات القرن الماضي وقد سجل الإنسان فيها أول توجه للفضاء أخرجه كبير الخبراء تيمور بيكمامبيتوف تابعه الجمهور الحمصي ما يقارب الساعتين على مسرح قصر الثقافة بحمص.
الفيلم كتب بمقدمة وعقد متعددة ونهاية، فالمقدمة تعرض الطفل ليوشا يركض وسط الحقول ثم تزل قدمه فيسقط على الأرض وينقلنا المخرج لذات الشخصية مع صديقه باشا وهما طياران من الطراز الأول ويهمان بالاشتراك برحلة فضائية وتحث زوجة باشا على عدم الذهاب لأنها قد شاهدت حلماً مرعباً وباتت تخاف عليه وبجانبها ابنتهما الطفلة البريئة تركض لترتمي بين أحضان أبيها وتبدأ الرحلة حين تعرج سفينة إلى الفضاء الرحب.
تسير مجريات الأحداث ليظهر في الفيلم ثلاث عقد: الأولى عندما يخرج للفضاء الخارجي ويشعر بانتفاخ بزتة الفضائية فتعيقه عن التحكم بنفسه ويطير في الفضاء مربوطاً بالحبل الموصول بالقمرة الرئيسة وفيها صديقه ورفيق الرحلة باشا ولمدة لابأس بها فيحاول السباحة في الفضاء كي يتمكن من الإمساك بالحبل وأن يحشر نفسه والدخول للمعبر ومنه للقمرة برفيقه باشا، بينما تتابع المركز الرئيسي في محطة باي كانور كل تفاصيل الرحلة ويتابع التعليمات المقدمة من رئيس المحطة الخبير بالعمل والتصرفات والهدوء وضرورة نجاتهما والعودة بسلام.. ومع دخوله القمرة المركزية يبدأ الأوكسجين بالانخفاض لكليهما وبالتواصل مع المحطة الأرضية يستنتج رئيس المحطة بوجود تسرب لابد من إصلاحه وتتسلسل الأحداث في العقدة الثانية بإصلاح العطب ويدعونهم للعودة للأرض، وتبدأ العقدة الثالثة عندما يهبطان بين الثلوج فلا يتمكنان من التواصل مع محطة الفضاء ويبقيان وسط البرد القارص فيما رحلة البحث عنهما تستمر وعند التمكن من معرفة مكانهما تقلهما طائرة مروحية.
أجمل أحداث الفيلم اللقطات النهائية وهما يستقبلان في مطار موسكو بعد مضي ستة أيام من وصولهما للأرض ويكون استقبالهما رفيع المستوى لتركض ابنة ليوشا عليه ويحتضنها ويبدأ شريط الذكريات أمامه عندما يضمه والده بين ذراعيه وسط المرج.
كانت اللقطات التصويرية رصدت بكاميرا نظيفة شفافة استطاع المخرج أن ينقلنا بالأحداث فتجذبنا الصورة وتشدنا لمتابعة كافة مجريات الفيلم لما احتوته من لقطات جميلة ومعبرة وواقعية حيث رفع الإضاءة في أماكن وخففها في أخرى كما في لقطات منزل ليوشا ومركبة الفضاء ومركز التحكم بينما يشعر المشاهد بالحبور من حدة الأحداث وتتابعها بعرض لقطات من الحقول بلونها الأخضر وزهورها وجمال الطبيعة. لقد بدا العمل متقناً بأداء درامي لكافة طاقم الممثلين والمركز العلمي الفضائي بتقنياته والدمج بين الماضي والحاضر بأفلام من الأرشيف.