الثورة أون لاين – غصون سليمان:
مازال الحضور طاغياً في ألقه، رغم مرور واحد وعشرين عاماً على الغياب.. أسس مدرسة في النضال والوطنية، وجعل من سورية نقطة المركز والارتكاز في كل الاتجاهات، إذ لايمكن لأي قطب من أقطاب العالم أن يتجاهل دورها وحضورها في الساحة الإقليمية والدولية،
وَثِقَ القائدُ الخالد حافظ الأسد بشعبه كل الثقة باعتباره مصدر القوة، وأن محبة الجماهير تعزز في النفس القدرة على مجابهة التحديات.
لقد تحدى القائد المؤسس حافظ الأسد أقسى الظروف، وتجاوز مع شعبه كل المحن من خلال العمل الدؤوب والمستمر، فهو القائل: ” بأنه كلما زادت المحبة ثقلت المسؤولية، وكلما عظمت آمال الأمة وطموحات الشعب تَطَلب الوضعُ قدراً أكبر من التضحية والفداء والبذل والعطاء”.
وقد قررت سوريه في عهده منذ فجر التصحيح أن الإنسان هو منطلق الحياة، وهو هدفها، وقد استجاب الإنسان في سورية لهذا القرار، وأعطى نموذجاً فريداً في القدرة والعطاء، خاصة وأن الجماهير تدرك بحسها السليم أن المستقبل لابد أن يكون صورة أبهى من الحاضر باعتباره سيكون حصيلة ماتراكم في الأمس، ومايتحقق اليوم وغداً.. علينا أن ننذر أنفسنا في كل مواقع العمل والمسؤولية الرسمية والشعبية لتحقيق آمال وطموحات الشعب السوري المناضل والمكافح.
كان القائد المؤسس حافظ الأسد، دائمَ الاعتزاز بشعبه، واصفاً إياه بأنه شعب أصيل ينهل من تراثه ومن تاريخه معينا لاينضب من المثل والقيم السامية، وقد تفاعل مع الحضارات الإنسانية تفاعلاً خلاقاً، واختزن في تاريخه طاقات تزخر بكل معاني الخير والنبل، وتتفجر حيثما يستوجب العطاء ويتطلب الفداء.
عمل القائد المؤسس حافظ الأسد على جميع المستويات للنهوض بالمجتمع السوري انطلاقا من الجبهة الداخلية الصلبة كقاعدة للصمود سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، فهي منطلق النجاح والتقدم والأساس في كل إنجاز نتطلع إليه، والدرع الذي يقي البلاد من كل خطر واجهناه او نواجهه.
لذلك كله كان موضع الاهتمام الرئيسي بالوحدة الوطنية الرائعة التي تتجلى في كل منعطف نجتازه، وفي كل أمر نواجهه تحتم علينا الاستمرار وإعطاء المزيد من الجهد لقضايانا الداخلية، قضايا المواطنين جميعاً، واهتماماتهم وتطلعاتهم.
لقد خاضت سورية كل معارك التحرير والبناء والصمود، وواجهت جميع أشكال الضغوط بجبهتها الداخلية المتراصة، وبوحدتها الوطنية الرائعة على مدى عقود من الزمن، حيث جسد وأعطى شعبنا في كل استحقاق مصيري مثالاً على الوعي الوطني، والشعور العالي بالمسؤولية الوطنية.
ومازال المشهد حاضراً أمامنا في السادس والعشرين من أيار الفائت، وكيف كان هذا الشعب الذي تربى في مدرسة الأسد الوطنية يواجه هذا الحجم الكبير من المخاطر والتحديات، وكيف بذل الدم والعرق من أجل هذا الوطن، ومن أجل صيانة كرامته وحريته، فهو جدير بكل هذا الحب والإكبار بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي حافظ على تعزيز الوحدة الوطنية وتلاحم الجبهة الداخلية رغم كل ماواجهته سورية من حرب إرهابية عدوانية يصعب وصفها وتوصيفها على سورية.
اجتاز السوريون بمحبتهم وانتمائهم الوطني جميع المعابر الشائكة في زمن التحول الكبير من التأسيس الى الحضور الأكبر اليوم لهوية الإنسان السوري شعباً وجيشاً وقائداً