الثورة أون لاين _ فؤاد مسعد:
يحمل في جعبته ثمانية أفلام سينمائية بين طويلة وقصيرة ، منها مشاركته في فيلم (صعود المطر) إخراج عبد اللطيف عبد الحميد وفيلم (الأب) إخراج باسل الخطيب ومؤخراً فيلم (غيوم داكنة) إخراج أيمن زيدان الذي قدم فيه شخصية حملت خصوصيتها وفرادتها ، أما على صعيد المسرح والدراما التلفزيونية فالشواهد كثيرة على فنان مبدع يمزج بين الحالة الأكاديمية والموهبة جابلاً مفردات الشخصية باحثاً عن تاريخها وأدق تفاصيلها لتخرج من عمق الروح ، إنه الفنان رامز عطالله الذي سعى إلى التنويع فيما يقدم رغم أن خيارته في الدراما التلفزيونية غلب عليها الأعمال التاريخية والبيئة الشامية ، عن ذلك يقول :
(رصيدي الأكبر أمتلكه في الأعمال التاريخية التي لاتزال ملعبي الأساسي ، فأنا أحبها كثيراً ، ويبدو أن هناك كاريزما يحبها المخرجون لأدوار الشر لذلك حوصرت فيها ، حيث تُعرض عليّ شخصيات العدواني والانتهازي وهي شخصيات لا تكون سهلة وإنما تحتاج إلى جهد كبير ، ولكن الكاريزما تساعد الممثل على تأديتها بعد أن يدرس أفعالها وأهدافها ودوافعها ، فعلى سبيل المثال عندما أديت شخصية فرهود في “الخوالي” قلت للمخرج بسام الملا أنه في السابق عندما كانوا يغضبون على أحد في الأستانة لأنه “مشكلجي” يرسلونه إلى مخفر الشاغور في الشام ليضبط الأمور ، ولأجد المبرر المناسب للشخصية تكلمت بالعربية المكسرة وأضفت مفردات تركية لأظهر أن منشأه من هناك وهو مغضوب عليه فأرسلوه للشاغور) وإن كان يفضل الخروج عن هذه الأدوار يقول : الأمر لا يعود لما أفضل فالخيار ليس لي ، وإن عدت إلي فإنني أفضل ألا ألعب أدوار الشر لأن الناس تحب الشخصيات الخيّرة ، ولكن الحياة فيها الصراع بين الخير والشر وينبغي أن توجد شخصيات من اللونين ، لكننا في النهاية أمام خيار مادي وهذا ما يُعرض علي من أدوار وأحاول من خلالها الاجتهاد لتقديمها بالشكل الصحيح .
وعن شروط تعاطي الفنان مع أدوار الشر ليكون مقنعاً يؤكد أنه ليس بالضرورة أن يكون للدور الشرير أدوات خاصة عند الممثل ، فليس هناك قالب جاهز لتقديم دور الشر ، ولكن ينبغي إظهار الظروف التي نشأت بها الشخصية ولماذا تقوم بهذا الفعل . وإن كان يمتلك أي ممثل القدرة على تقديم الدور الشرير يؤكد أنه ليس كل فنان يمكنه ذلك ، رغم أن على الممثل تقديم كل الأدوار بمختلف أشكالها ، ولكن يفضّل المخرجون الممثل الذي لديه كاريزما . وحول رأيه بموضوع الأجزاء المتعددة لمسلسل ، يقول : هناك روايات تحتمل أن تُقدم عبر أجزاء ، ولكن هناك مسألة مهمة بالنسبة للمشاهد فبعد أن يتابع ثلاثين حلقة يحب أن يشاهد الحلقات الثلاثين التالية بعدها مباشرة ، ولكن أن تتركها لموسم آخر وعليه تذكر أحداث الجزء السابق فهذا من سلبيات الأجزاء ، وهناك من يصور أجزاء لأسباب تجارية بحتة بهدف الربح ، أو أن الناس أحبت عملاً معيناً فيقرر منجزوه تقديم أجزاء أخرى له .
يشير الفنان رامز عطالله لدى حديثه عن المسلسلات التي تدور أحداثها ضمن إطار البيئة الشامية إلى السبب الذي جعل الجمهور يحبها ، يقول : (من الأسباب التي جعلت الناس تحب هذه الأعمال ، أننا تربينا كمشاهدين على الميلودراما ، فكنا نتابع الأفلام المصرية التي تبتز الدمعة من العين كما تبتز الضحكة ونحب البطولة الفردية ، لذلك الناس تحب الميلودراما والابتزاز العاطفي للمشاهد) ، حول إن كان لايزال هناك حضور للأعمال الشامية عند المشاهد ، يقول : هناك مبدعون يعتبرون موسوعة في البيئة الشامية كحال الأستاذ المرحوم هاني الروماني ، فمن خلاله تشعر أن كل حارة بالشام كانت تشكل دراما مستقلة ولها أحداثها وحكاياتها ، فكل حارة تروي لك قصة ، والجميل في الشام أنه في هذه الحارات عندما كانت يلتف الناس حول زعمائهم ضمن مفاهيم وتقاليد اجتماعية أصيلة لم يكن يستطيع أحد اختراق حاراتهم لأنهم متكاتفون مع بعضهم البعض مع زعيمهم ووجهائهم . ولكن قد يكون المشاهد السوري مل من هذه الأعمال ، ولكنها متابعة بشكل كبير في الخارج لأنهم يحبون مشاهدة جغرافية الشام القديمة وعاداتها وتقاليدها .