حرب باردة مفتوحة

حرب الغرور والطقوس السياسية الباردة.. حرب من يظن نفسه أنه القطب الأوحد.. حرب الشتاء السياسي التي تدير فصولها حرباء ذات ألوان مختلفة بدم بارد من جحرها الأبيض.. إدارات تتعاقب كما الفصول لكنها تحافظ على فصل وحيد.. فصل الجمود وسط قطبها المتجمد والحوارات السياسية التي تطفو على السطح لكنها سرعان ما تدفن بين جليد أميركي يقصي أي ظروف حارة تخدم ذوبان القطع الكبيرة من الأزمات سواء في البر أو البحر أو حتى الجو والفضاء… ولعل فترة دونالد ترامب أكثر جموداً من الفترة الحالية… والسبب ليس ترامب بالمطلق.

الديمقراطيون في فترة حكم ترامب كانوا مهووسين بالغوص في بحار الحصول على السلطة وانتزاعها من براثن رئيسهم.. خالفوا أمر القرصان دونالد تلبية لرغباتهم الجامحة في السعي للإطاحة به فأخرجوا فزاعة (رشا غيت) (التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأميركية) التي نسفت أي خطوط للقاء مع موسكو ورسمت شبح رحى حرب طاحنة بين الأقطاب العالمية تحديداً على الرقعة الأوكرانية.
الجمهوريون اليوم تنحوا واستلم الدفة الديمقراطيون وأصبحت (رشا غيت) من الماضي السياسي لهم تماشياً مع الظروف الراهنة.. ولقاء القمة في جنيف بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن.. دليل على تغيير العقل الأميركي الديمقراطي .. طبعاً ليس تغييراً جذراً بل تغييراً مرحلياً وفق الظروف وهو لم يخرج من العقلية الباردة بكل ما للكلمة من معان ودلالات.
نحن بالطبع لسنا أمام شهر عسل روسي أميركي.. وبايدن والليونة التي يظهرها في بعض كلامه المعسول تختبئ خلفها رياح باردة قد تهب في أي لحظة.. ولا سيما أن حلف (الناتو) الحليف له في وضعية المتأهب والمتحفز للقفز ويكشر عن أنيابه العسكرية تجاه روسيا وعلى مقربة من حدودها بين الحين والآخر.
موسكو تعرف في قرارة نفسها أن واشنطن لا تلتزم بوعودها ومعاهداتها وبمقدور العقل الأميركي وبكل برودة أن يضحي بسنوات من الود والإيجابيات في علاقاته السياسية والعسكرية من أجل نزواته العابرة وحساباته الضيقة.. ولذلك يبدو أن الحذر الروسي بلغ الأوج ولن تقبل روسيا بأي شكل من الأشكال التفريط بثوابت سياستها.. ومن السذاجة بواشنطن التفكير أن موسكو ستجعل بسهولة من خطوطها الحمراء خضراء أمام خصومها.
العقل الروسي ليس بالعقل البارد وهو ما يميز السياسة الروسية التي دوماً تحافظ على الهدوء والتروي حتى لا تتدحرج كرة اللهب في العالم.. وهذا ما أرادت موسكو قوله في القمة الأخيرة مع واشنطن.. أرادت تلطيف الأجواء لإذابة المزيد من كتل الجليد الأميركية المتراكمة منذ حقب طويلة.. لكننا نبقى في الصورة العامة والواضحة أمام حالة حرب باردة مفتوحة لا ندري متى ينتهي فصلها.

البقعة الساخنة – منهل ابراهيم

آخر الأخبار
5 آلاف سلة غذائية وزّعها "الهلال  الأحمر" في القنيطرة آليات لتسهيل حركة السياحة بين الأردن وسوريا دمج الضباط المنشقين.. كيف تترجم الحكومة خطاب المصالحة إلى سياسات فعلية؟  قمة المناخ بين رمزية الفرات والأمازون.. ريف دمشق من تطوير البنية الصحية إلى تأهيل المدارس   زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي     تحسن ملحوظ في سوق قطع غيار السيارات بعد التحرير  "إكثار البذار " : تأمين بذار قمح عالي الجودة استعداداً للموسم الزراعي  دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي