قدر احتياج سورية من الطاقة الكهربائية حالياً بـ 7 آلاف ميغا واط والإنتاج الحالي- بحسب تصريح المعنيين- يتراوح ما بين 2000 و3000 ميغا واط، وبمقارنة بسيطة يتضح الفرق الكبير بين الإنتاج والاحتياج.
تلبية الطلب المتنامي على الطاقة، وتخطي أزمة الكهرباء الحاصلة من جراء الحرب العدوانية على سورية والدمار الكبير والأضرار الهائلة التي ألحقتها بمحطات ومنظومة الكهرباء في البلاد، والنقص في موارد الطاقة الأحفورية التي هي العمود الفقري الرئيسي لتوليد الكهرباء نتيجة سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من الخارج على آبار النفط في الجزيرة السورية وقلة التوريدات من جراء الحصار والعقوبات الجائرة تتطلب التوجه لاستخدام الطاقات البديلة والمتجددة وتطوير سياسات الاستفادة منها واستثمارها كضرورة حتمية لابد منها .
في ظل أزمة النفط والغاز والطلب المتزايد عليها عالمياً لجأ الكثير من الدول إلى الاستثمار بمجال الطاقات المتجددة مثل طاقة الشمس والرياح والمياه لكونها آمنة ونظيفة ومستدامة وغير قابلة للنضوب على عكس الطاقات الأحفورية، وهي ذات جدوى اقتصادية على المدى الطويل لذلك لابد من الدفع قدماً للاستثمار بهذا المجال الهام وخلق بيئة تشجيعية للاستفادة منها، وتوفير المناخ الاستثماري الجاذب وإعطاء الأفضلية للمشاريع ذات الصيغة التشاركية من خلال منح التسهيلات والمحفزات للمستثمرين وإحداث صندوق وطني لدعم الفوائد والقروض لهذا النوع من المشاريع وتطوير التشريعات والأنظمة وإعداد مصفوفة مشاريع استراتيجية والعمل لتوطين صناعتها.
مشاريع الطاقة الشمسية في سورية واعدة وهي ذات جدوى اقتصادية كبيرة، فعدد أيام ظهور الشمس قد يصل إلى أكثر من 300 يوم في السنة، وكذلك طاقة الرياح، حيث تحظى مناطق كثيرة في بلادنا بميزة الرياح القوية والمستمرة طيلة العام وانطلاقاً من هذه الوقائع وفي ظل الظروف الراهنة وللتخفيف من أعباء أزمة انقطاع الكهرباء المستمر وللمساهمة في حل المشكلات التي يعانيها قطاع الطاقة والقطاعان الصناعي والإنتاجي والتي تتطلب توفر الكهرباء بشكل دائم، لابد من تشجيع و تحفيز القطاع الخاص على فرص الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة وبناء محطات للتوليد باستخدام السجيل الزيتي الذي تملك سورية احتياطياً كبيراً منه وتعديل التشريعات ذات الصلة وتأمين الأراضي اللازمة للصناعيين والحرفيين لإقامة تلك المحطات واستغلال تلك الطاقات الضائعة التي تذهب سدى من دون الاستفادة منها في وقت أحوج ما نكون إليها.
أروقة محلية -بسام زيود