الثورة أون لاين – همسة زغبب:
أقامت المحطة الثقافية في مدينة جرمانا بالتعاون مع فرع الريف لاتحاد الكتاب العرب أمسية نقدية بعنوان (مشكلات النقد الأدبي وآلياته) بحضور جمهور من المثقفين والشعراء والمهتمين.
ألقى المحاضرة الدكتور غسان غنيم.. أستاذ الأدب الحديث والمعاصر في جامعة دمشق.. حيث أوضح أن النقد
قضية عقلية جوهرية والنقد الأدبي يتطلب الثقافة الواسعة والعميقة بعلم النفس والاجتماع والزراعة والكيمياء، ولابد أن يكون الناقد موسوعياً، والنقد يجب أن يكون مختلفاً عن النقد البلاغي معلناً مدى اقترابها من عقل الناقد، وله قواعد المعرفة والتنظير الأدبي والانفتاح.
مؤكداً أن النقد هو موهبة تشبه الرسم والشعر والموسيقا تحتاج إلى المعرفة، فالناقد يمتلك الحس والنقد والموهبة الأدبية، ويجب أن يتعامل الناقد ويتفاعل مع النص والخروج منه بدلالات، فالدلالة الفكرية لا تعني الدلالة الفكرية بل تتسع لتشمل آليات التفكير عند المبدع.
موضحاً أن النقد الحديث يشمل النقد الأكاديمي الملتزم بأدوات النقد التي تقوم على أسس لها خصوصيتها والنقد الرصين الذي يقوم على أسس ومناهج نقدية منتشرة بالعالم يتعامل مع هذا النوع من النقد الإبداعي بموضوعية تامة وأخيراً النقد المتطفل وهو النقد يقوم على إهمال الأسس والمناهج النقدية وينطلق من حالة تقوم بشكل أساسي على الإعجاب والانطباع مع عدم وجود خلفية ثقافية وتتم ممارستها بشكل عشوائي بعيد عن العلمية والموهبة إما تقوم على المجاملة فيظهر فيها إما مدح مبالغ أو ذم جائر.
وشرح الدكتور غنيم مراحل تطور النقد ومعنى النقد عند أرسطو وكيف تحول النقد إلى دراسة النصوص الأدبية لأن هذه النصوص سهلة لكنها عصية وحيرت الدارسين والفلاسفة هذا ما جعل بعض الفلاسفة متل أرسطو وأفلاطون يقفون موقفاً عدائياً تجاه الكتابة الأدبية، فالنقد معناه أن تدرس النص الأدبي وتفهم دلالته والبحث في دلالته التي يجللها المؤلف فالمتنبي كان يقول: ابن جني أكثر علماً بشعري مني.
فالدلالة حالة أكثر شمولية من المعنى فالناقد أقدر بالوصول إلى دلالة النصوص أكثر من المؤلف وقراءة النص على أنه قابل للتأويل بشكل غير محدود بينما يقدمه مؤلفه على أنه حالة واحدة.
وأنهى الأمسية د.غسان بالتأكيد على أن النقد مهارة تعتمد على الموهبة والعلم فهي مهارة خاصة وليست عمومية.