طب المجتمع.. الواقع والآفاق

الثورة أون لاين – غصون سليمان:

طب المجتمع والأسرة.. من الاختصاصات العريقة والقديمة في العديد من دول العالم التي سبقتنا أشواطاً في هذا المجال.
حيث ظهر مفهوم طب الأسرة والمجتمع في سورية منذ عشرينيات القرن الماضي عن طريق وزارة الصحة حين أحدثت اختصاصاً لطب الأسرة والمجتمع إذ كان يقوم الطبيب باستاجات معينة تشمل كل ما له علاقة بالطب العام، وأخذ مهارات فرعية بمجالات معينة مثل صحة الطفل والأم والأسرة، والأمراض الشائعة بغية أن يكون الطبيب متمكناً وقادراً على فتح عيادة ويقدم الرعاية الصحية الأولية بشكل جيد في المنطقة والبيئة المحيطة، عن طريق التسلسل كأن يكون في مركز صحي، في منطقة معينة، وأحياناً يكون متمكناً أو متخصصاً في إحدى المشافي، وفق ما أشار إليه الدكتور محمد ماهر قتلان الاستشاري والخبير المحلي في طب المجتمع.
إذ بين في لقاء معه، أنه في عام ١٩٩٦- ١٩٩٧ بدأت الاختصاصات تأخذ مسارها كما ذكر سابقاً، لكنه للأسف بعد الحرب العدوانية على سورية توقف القسم عن الدراسات العليا بعدما كان يقوم بأحد الكليات الأساسية بالطب العام.
ونوه في السياق ذاته أن طب المجتمع يشمل كل مناحي الحياة الطبية، من الأمراض السارية والمزمنة، صحة الطفل والأم، موضوع الإحصاء والتغذية، مكافحة الأمراض المعدية مثل الكورونا.
إلى جانب اتخاذ البرامج والسياسات التوجيهية لمشكلة معينة تتعلق بالصحة، إضافة لدوره بإدارة المشافي، والإدارة الاستراتيجية في المجال الصحي، بحيث يكون الاختصاصي سنداً واستشارياً لكافة الفئات، حين حدوث أي مشكلة صحية تستدعي استشارة تحليل للقيام بالبحث العلمي المناسب المتعلق بالظاهرة من ناحية جوانبها الطبية والاجتماعية لمعالجتها وحلها.
كالدراسات المسحية، والاستقصائية، أو إجراء بعض الأبحاث سواء أكانت صغيرة أم استطلاعية، أو بحث محكم يصل لدراسة الماجستير والدكتوراه.
وفيما إذا كان هناك أبحاث في هذا المجال بين الدكتور قتلان أنه يوجد عشرة أبحاث في طب الأسرة والمجتمع، لافتاً إلى أنه كان لدى وزارة الصحة سابقاً شهادة الدبلوم في طب الأسرة أو الصحة العامة، وكان له اختصاصات تتعلق باقتصاديات الصحة، الصحة العامة، الوبائيات، لكنه توقف منذ عشر سنوات، ما يستدعي الحاجة والضرورة إلى تشجيع عودة هذا الاختصاص ودعمه، لا سيما بعد انتشار وباء الكورونا، إضافة لما أفرزته ظروف الحرب العدوانية من تشريد وتهجير وظهور المشاكل الصحية والنفسية التي رافقت تداعيات الحرب، مؤكداً في هذا الجانب على ضرورة أن تكون أقسام الصحة النفسية متآزرة مع الطب النفسي والشرعي، وعلم الاجتماع والأقسام المختصة في الكليات الجامعية.
وذكر الدكتور قتلان كيف أن وزارة التربية وكلية التربية تبذل قصارى جهدها في هذا المجال لطالما لديهم الاهتمام والإحاطة بمعظم مشاكل المجتمع، من خلال الاطلاع على علوم التربية والاجتماع، والأمراض الشائعة، والمشاكل النفسية عند الأطفال، والتحصيل التقاني.
ولعل من أبرز الصعوبات التي تواجه هذا الاختصاص برأي الخبير المحلي هو رفد هذا القسم بالاختصاصات المطلوبة بعد هجرة عدد كبير من أطباء القسم أو تقاعدهم ووفاتهم، حيث لم يتجاوز عددهم في الأساس المئة طبيب،
لذلك تبدو الحاجة ملحة اليوم خاصة وان هناك عوز في المجتمع بفيتامين” د” وأن طب المجتمع هو المعني بالقيام به ومعالجة مشكلات سوء التغذية والترقق العظمي والتأمين الصحي، وغيرها من المشكلات النفسية المختلفة.
وأخيراً يشير الدكتور قتلان إلى أن اختصاص طب المجتمع والأسرة يحتاج الى دعم مناسب ورفده بالكفاءات والخبرات والخبرات المستمرة ليأخذ دوره الاجتماعي والصحي والنفسي.
فهو كقسم موجود في كل الأقسام، بغية تسهيل ودعم الطالب أثناء تخرجه من كلية الطب.

آخر الأخبار
مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار