الملحق الثقافي:حبيب الإبراهيم:
البيتُ
وجهٌ لإمرأة
تفتحُ نافذتها
مع صباحِ الغُربة
الغارقةِ في أتّون
الرّيحِ العطشى
لقطرةِ وجدٍ..
تُلقيها عنوةً
في نبعٍ
يودّعُ سواقيهِ
المُبعثرة
هنا وهناك..
المنفى
وجعٌ يعششُ
في صلصالِ الرّغبة
وحبرٌ يكتبُ بنواجذهِ
خزائنَ من توابيتٍ
ودموع …
الجسدُ الغارقُ
في وداعِ الرّاحلين
يفتّشُ في قواميسهِ
عن بحرٍ
عن ثغرٍ
يقتفي أصابعَ القدمين
حفاةٌ
يمكثونَ في دفاترِ
الخريف
يلوّنونَ بنجيعهم الأزرق
ما تبقّى من قواريرِ عطرهم
المسفوح
في دروبٍ أعياها الانتظار…
وحدهُ مطرُ الصّيف
يسابقُ ظلّ غيماتٍ عجاف
علّه يصلُ قبلَ فواتِ الحنين
ويرسمُ بريشةٍ
كوخاً
أبعدُ من منفى
وأقرب من صهيل….؟!
شجرةُ التّين
هجرتها عصافير النّهار
وتركت أغصانها المحطّمة
لعشّاقٍ
ما زالوا يبحثونَ
في زحامِ المُدن الجّوعى
وحقائب القُرى المنسيّة
عن بيتٍ بثلاثةِ جدرانٍ
ينثرونَ فيه عبقَ الرّبيع
وحكايات العشق المجنون …؟!
الماءُ
هشيمُ الذاكرة
وبئرُ الحكايات
ترويها الجدّات
كلّ مساءٍ
تطيرُ كعصافيرٍ هلعة
يُطاردها الصيّاد
في عتمةِ انهمارِ الأحلام
ويلتقطُ ببلاهةٍ
حبّات الحنطة
من أوكارِ النّمل
عساهُ يصلُ قبلَ الغروب
وينامُ في بحرٍ
من العصافير ….؟!!.
التاريخ: الثلاثاء29-6-2021
رقم العدد :1052