“الحزام والطريق”.. بديل الهيمنة الغربية على العالم

الثورة أون لاين – ناصر منذر:
تعتبر مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين، خطوة في غاية الأهمية لمواجهة الهيمنة الغربية، ومهمة أيضا لمستقبل شعوب العالم، وخاصة لبلدان غرب آسيا والشرق الأوسط والوطن العربي، وهذه المبادرة شكلت تحولاً استراتيجياً على مستوى العلاقات الدولية في العالم، فهي تعتمد على الشراكة والمصالح المشتركة عوضاً عن سياسات الهيمنة الأميركية والغربية، وانطلاقا من هذه المبادرة تسعى الصين لتعزيز حضورها القوي في العالم، وهي تعتمد على الأصدقاء، والمصالح المشتركة التي تؤدي إلى تحسن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية لدى كل الدول الموجودة في هذه المبادرة- وسورية جزء منها- إضافة لتعزيز الاستقرار والازدهار في العالم ككل.
وهنا يأتي الاتفاق الاستراتيجي الصيني الإيراني طويل الأمد، الذي وقعه البلدان مؤخرا ليقلب المشهد الجيوسياسي السائد في منطقة غرب آسيا التي لطالما تأثرت بسياسة الهيمنة الأميركية لفترة طويلة، وجوهر هذا الاتفاق يعتمد على التعاون المشترك لتطوير التنمية الاقتصادية في المنطقة ككل، ومن الطبيعي أن يأتي ذكر سورية في بعض بنود الاتفاق بين الطرفين، فتحت بند “المشاركة الفعالة في الحزام والطريق – الممرات الإقليمية والدولية” ورد البند التالي: (التباحث حول تطوير بناء ممر السكة الحديدية لزيارة المقامات عن طريق باكستان وإيران والعراق وسورية والمشاريع ذات الصلة)، وفي مجال التعاون الإقليمي:( الاستثمار المشترك لبناء محطات إنتاج الكهرباء وخطوط النقل في باكستان وأفغانستان والعراق وسورية)، وفي مجال الصناعة والتعدين والتجارة:( تحديد مشروع صناعي أو خدمي مشترك في الدول الأخرى بهدف المشاركة في إعادة إعمار دول المنطقة بما في ذلك العراق وأفغانستان وسورية)، وهذا يشير إلى المكانة الحيوية والضرورية لسورية ضمن مبادرة الحزام والطريق نظرا لموقعها الاستراتيجي الذي يربط قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، وهي تعتبر محور الطرف الغربي لطريق الحرير القديم.
سبق لسورية وأن طرحت استراتيجية “التوجه نحو الشرق”، وهذه الاستراتيجية تتفق تماما مع مبادرة “الحزام والطريق” التي طرحتها الصين، والتي تؤكد ضرورة التنسيق والتواصل بين الدول لمواجهة الهيمنة الغربية، وغني عن القول أن سورية ترتبط بعلاقات تاريخية واستراتيجية مع كل من إيران والصين، والبلدان لا يزالان يقفان إلى جانبها في محاربة الإرهاب، ويساهمان في عملية إعادة الإعمار التي بدأت مع تحرير معظم المناطق من الإرهاب، والصين استخدمت عدة مرات حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي بوجه مشاريع الغرب الاستعمارية، وللتأكيد على ضرورة احترام حق الشعب السوري في تقرير مستقبله بيده، من دون أي تدخل خارجي، وتدرك الصين وإيران إلى جانب روسيا والعديد من دول العالم، بأن سورية تحارب الإرهاب الدولي نيابة عن العالم، نظرا لما يشكله هذا الإرهاب من مخاطر جسيمة تهدد الأمن والسلم الدوليين.
سورية تحظى بمكانة مهمة في مبادرة الحزام والطريق، فهي دولة أساسية في طريق الحرير التاريخي، ولا شك أن محاربتها للإرهاب هو محط تقدير الشعبين الصيني والإيراني وكل الشعوب المحبة للسلام، وسبق لسورية أن شاركت في أعمال القمة الدولية الثانية “الحزام والطريق” في بكين قبل نحو عامين، بدعوة رسمية من الصين، وهذه الدعوة شكلت تحديا مهما للعقوبات الأميركية، ومن المؤكد أن مستقبل العلاقات الاقتصادية والتجارية بين سورية والصين، والتعاون الثنائي المشترك، ستشهد المزيد من التطور في المرحلة القادمة، لاسيما وأن سورية تؤكد دائما بأن للدول الصديقة التي وقفت إلى جانبها بمحاربة الإرهاب أولوية المشاركة بعملية إعادة البناء والإعمار، والصين وإيران وروسيا في مقدمة تلك الدول.

آخر الأخبار
الرئيس الشرع يستقبل المبعوث الخاص لرئيس الوزراء العراقي إلى سوريا الرئيس الشرع وملك البحرين يؤكدان تعزيز التعاون الخارجية الأميركية: العلاقات مع سوريا تدخل مرحلة جديدة غروسي: نتطلع إلى تعزيز التعاون مع سوريا ونخطط لزيارتها مجدداً تعزيز التنسيق المشترك عربياً ودولياً في لقاء نقابي سوري سعودي  "المركزي" كوسيط مالي وتنظيمي بين الأسر والشركات  "وهذه هويتي".. "حسين الهرموش" أيقونة الانشقاق العسكري وبداية الكفاح    إصدار التعليمات التنفيذية لقرار تأجيل الامتحانات العامة   لبنان يعلن عن خطة جديدة لإعادة النازحين السوريين على مراحل لاستكشاف فرص التعاون والاستثمار.. الحبتور يزور سوريا على رأس وفد رفيع قريبا  2050 حصة من الأضاحي لأهالي ريف دمشق الغربي "أطباء درعا" تقدم الأضاحي عن أرواح شهداء الثورة   التربية تشدد على التنسيق والتأمين الكامل لنجاح امتحانات2025 ضخ المياه إلى شارع بغداد بعد إصلاح الأعطال الطارئة أعطال كهربائية في الشيخ بدر.. وورش الطوارئ تباشر بالإصلاحات الجولات الرقابية في ريف دمشق مستمرة لا قضيّة ضد مجهول.. وعيونهم لا تنام الأدفنتست" تعلن بدء مشروع "تعزيز سبل العيش" في درعا "تاريخ كفر بطنا ".. خربوطلي : من أقبية الفروع الأمنية بدأت رحلتي  نيويورك تايمز: المقاتلون الأجانب بين تقدير الثورة ومخاوف الغرب