الثورة أون لاين- بقلم أمين التحرير- محمود ديبو
في واحدة من أكثر الدوائر الرسمية تماساً مع معاملات المواطنين من مختلف الشرائح والأعمال، يجد المراجع نفسه مضطراً للتجوال في مبنى تلك المديرية صاعداً وهابطاً من طابق إلى آخر لإنجاز معاملته.
المفارقة أنه في بهو تلك المديرية تم تخصيص مساحة كبيرة مرتبة بشكل أنيق تسمى النافذة الواحدة، وهناك يعتقد المواطن أن معاملته ستنجز في تلك النافذة دون الحاجة إلى تسلق الأدراج أو الصعود بالمصعد الكهربائي، ولنا أن نلفت هنا أن المصاعد متوافرة وبكثرة في تلك المديرية وتقلّ جميع المراجعين إلى الطوابق التي يقصدونها.
في واحدة من المعاملات الكثيرة التي قد يحتاج أي من المراجعين لإنجازها تمت كامل العملية بنجاح في الطابق الأرضي وسدد المبلغ المترتب عليها وانتهى كل شيء، لكن المفاجأة هنا أن المراجع وجد نفسه مضطراً للصعود إلى الطابق 14 ليصدق المعاملة فقط ويتم مهرها بخاتم وتوقيع موظفين في ذلك الطابق، مع العلم أنه وقبل أن يتوجه إلى الطابق المذكور قيل له أنه يمكن أن ينهي الإجراءات المتبقية في الطابق الأرضي لكن ذلك لم يتحقق.
وهناك في الطابق 14 ظهرت مفاجأة جديدة حيث طلب منه أن يصور وثيقة ويودعها في الدائرة المختصة، وهنا كانت المشكلة حيث أن هذا يرتب عليه العودة من جديد إلى الطابق الأرضي ويصور الوثيقة خارج المديرية ويعود ثانية إلى الطابق 14 بسبب عدم توفر آلة تصوير للعموم.
هي قصة تتكرر يومياً مرات عديدة سواء في هذه المديرية أم غيرها من المديريات، وتحتاج إلى مبضع جراح ماهر لإجراء معالجة كاملة لها تنتهي معها معاناة المراجعين بأن يتم لحظ ذلك إما بإعلام المراجع بما يتطلب منه من خطوات وإجراءات قبل البدء بالمعاملة أو أن يتم توفير التجهيزات اللازمة للتخفيف من وطأة الذهاب والعودة وصعود الأدراج والمصاعد الكهربائية والتنقل ما بين الطوابق والمديريات.. كلّ هذا بما يوفر على المراجعين الوقت والجهد والمال ويسرع في إنجاز معاملاتهم.