الذيب يوقع روايته “امرأة متمردة” في دار الكتب الوطنية بحلب

الثورة أون لاين – حلب – جهاد اصطيف:

احتفل في دار الكتب الوطنية بحلب بتوقيع رواية ” امرأة متمردة ” للأديب سهيل الذيب الصادرة عن دار توتال بمشاركة نقدية قدمها بكور العاروب وإخلاص الكردي.
ففي رواية “امرأة متمردة ” الراوي فيها أنثى وهي بطلة الرواية ، تعيش من خلالها قصة حب جنونية، فتدفع ثمنا كبيرا من أجل حبها، وخصمها هو المجتمع ، ثم الحرب، فما يجمعهما هو الحرب والظلم والقهر، فتوقف عند الأنثى التي كانت فاعلة ومنفعلة مع الواقع في روايته، إذ اختار الذيب المكان رحم الأم ثم أصبح الواقع ومن ثم ارتباطها العاطفي مع رجل أحبته حتى الجنون بعيداً عن الاختلاف الديني بينهما.
الباحث والمفكر بكور العاروب الذي قدم قراءة نقدية للرواية وصف بداية حفل التوقيع كالعرس، معتبراً أن أي مولود فكري في سورية هو عرس وأي نص يولد هو عرس حقيقي للوطن ، فالفكر كما يقول العاروب بكافة مستوياته عندما يكون منجزا عاجزا فهو دافع لأن يكون منجزا أكبر وأن يصحح في المرات القادمة ، وكل منجز فكري في سورية هو سلاح جديد يولد بأيدي السوريين لكي يدافعوا به عن أنفسهم ، فإعادة استحضار الحضارة وإنتاج ذواتنا هو سابق لأي شيء في هذه المعركة المهمة التي نخوضها.
ولأنه تواجد في حلب وقبل المشاركة بهذه الاحتفالية أراد العاروب القول: إن الشمال يستحق الكثير ولأن حلب أقدم مدينة في العالم يحق لها أن تكون دوما عاصمة للثقافة العربية والإسلامية ويجب أن تكون كذلك قبل الاقتصاد والتجارة وحتى الشجر، يجب أن نعيد الثقافة إلى أساسها بحلب، أن تعود لها العظمة ، فحري بمدينة سيف الدولة والمتنبي والشريف الرضي والمعري وكل العظماء الذين مروا بها، أن تكون هي بصمة الشرعنة لأي منتج كان.
وعود على بدء يوضح العاروب أن رواية الذيب قدمت قراءة جغرافية تتماهى مع جغرافية الوطن وهذه فكرة عظيمة تميز بها الروائي لأن المنتج الأدبي يجب أن يكون منتجا معرفيا أيضا، فالمنتج الأدبي ليس قواما أدبيا خالصا بلا أي هدف ، هو أيضا يحمل أهدافا معينة كالتذكير بالواقع أو الجغرافيا أو بالآمال والفلسفات والأفكار والرؤى الجديدة ، هذا مجمل ما قدمه الروائي في روايته “امرأة متمردة ” التي قدم فيها صورة المرأة السورية بأشكال مختلفة ومن كافة الانتماءات الاجتماعية ليقول إن المرأة السورية في طابعها هي امرأة متمردة وأنها ولادة وصاحبة فكر وإرادة.
أما التربوية إخلاص الكردي والمهتمة بشؤون المرأة ، فقد كانت سعيدة أثناء تقديمها لرواية “امرأة متمردة ” للكاتب الذيب ووجدت فيها أنها تجسد كل امرأة سورية تعاني من القهر والظلم والتميز ، وجدت فيها المرأة المثقفة والحاملة والمحبة والعاشقة التي تتجاوز العادات والقيم والأعراف لتعشق وتحب من بيئة وديانة أخرى بكل نبل ، وجدت فيها امرأة ناقدة لعاداتها وتقاليدها وكذلك بيئتها التي تعيش فيها بين أمها وأبيها وتمييزهم لأخيها، تقول : أبدع الروائي بإبراز تجليات المرأة خاصة السورية في هذه الرواية التي تستحق القراءة.
ولأن الحفل اتخذ طابع الندوة بقراءة من قبل الأديب، إذ بدأ سهيل الذيب بقراءة من بداية روايته ” امرأة متمردة ” التي تدور في فلك ظلم المجتمع للأنثى ومواجهتها له ، فيضعنا إزاء الحدث مباشرة بصوت الأنثى البطلة التي اتخذت دور السارد: ” أتممت التسعة أشهر في مكان شديد الظلمة ، شديد الحنو ، وشديد الألفة والمحبة ،وإلى جانبي يلتصق التصاقاً كليا أخي” .
وأوضح سهيل الذيب أنه في البداية أراد أن يسمي الرواية “بالتوأم” ، لكن الأنثى تغلبت فسماها “امرأة متمردة ” ، وتبنى على فكرة حقيقة الأنثى والذكر اللذين يولدان من رحم واحد لكن المجتمع الظالم يفرق بينهما ، فيرى العظمة بالذكر بينما الأنثى ” معيبة ” كما سماها تطرقت إلى سنوات الحرب بالتفصيل ، وانعكاسات هذه الحرب على سورية مع توثيق بعض الأحداث والجرائم لتبقى ذاكرة للأجيال القادمة ويعرفوا ماذا حدث في سورية.
سهيل الذيب الذي أعاد طباعة روايته منذ شهرين تقريبا بسبب نفادها من السوق، كان واضحا منذ البداية إذ قال: إن بطلة الرواية التي أسماها أهلها ” معيبة ” لأنه بمجتمعنا الشرقي دائما الأنثى فيه مظلومة حتى باسمها ، وهي بطلة الرواية التي تتحدث بلسانها عن هذه الأسرة المكونة من رجل وامرأة وتوأم ، وتمييز الأخ عن أخته رغم أنهما ولدا في اللحظة نفسها وفي البيت ذاته، لماذا إذن هو مختلف عنها ، بالرغم من أنها قاتلت حتى تكون هي الأميز اجتماعيا ، على الأقل أن تتميز على أخيها الذي تحبه كثيرا لكنها رأت أن لا مناص في هذا المجتمع الذكوري ، إلا أن تقبض على الجمر فيه حتى تكون، دفاعا عن كينونتها الذاتية ، حتى ولو كنت امرأة ، فأنا لست أقل منك أيها السيد.
البطلة كما يقول الروائي الذيب تعمل صحفية وترى الفساد بأم عينها وعندما تقدم مادتها تحارب من رئيسها المباشر رغم كتاباتها التي تتميز بالصدق والجرأة والموضوعية.

آخر الأخبار
توزيع ألبسة شتوية على مهجري السويداء في جمرين وغصم بدرعا   زيارة مفاجئة واعتذار وزير الصحة..  هل يعيدان رسم مستقبل القطاع؟   5 آلاف سلة غذائية وزّعها "الهلال  الأحمر" في القنيطرة آليات لتسهيل حركة السياحة بين الأردن وسوريا دمج الضباط المنشقين.. كيف تترجم الحكومة خطاب المصالحة إلى سياسات فعلية؟  قمة المناخ بين رمزية الفرات والأمازون.. ريف دمشق من تطوير البنية الصحية إلى تأهيل المدارس   زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي     تحسن ملحوظ في سوق قطع غيار السيارات بعد التحرير  "إكثار البذار " : تأمين بذار قمح عالي الجودة استعداداً للموسم الزراعي  دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب"